وجنودها. ومن أبرزهم المشير برتيه رئيس أركان نابليون طوال حملته على مصر، وجان لويس رينيه- منافس اللواء مينو على القيادة بعد مصرع اللواء كليبر- واللواء موريس ماير. ومن العلماء الذين ضمتهم الحملة بواسيبه من جنيف، فأسهم في مصنف: وضف مصر، الذي وضعته لجنة العلماء، بسلسلة من اللوحات رسم فيها نباتات مصرية.
واشترك بعض القواد والجنود السويسريون من فرق رول، ورانفيل، ومينورقه، مع الإنجليز في محاربة الحملة الفرنسية على مصر، فانتصروا عليها وأجلوها عنها (١٨٠١) ثم جلوا عنها (١٨٠٣) كما اشتركوا مع الإنجليز في محاربة محمد على (١٨٠٧) فتغلب عليهم وأرغمهم على التسليم وترك مصر نهائياً، ولم يبق من السويسريين إلا نفر أرسل إلى القاهرة أسيراً، وقد مات بعضهم في الطريق، وأودع الأقوياء السجن، ونقل الجرحى والمرضى إلى منازل قناصل النمسا والسويد وفرنسا، حتى افتدوا فعادوا إلى بلادهم.
وطبع منتصف القرن التاسع عشر الصلات السويسرية المصرية بطابع الاقتصاد والإدارة والثقافة والحركة الوطنية، فاكتتب مارتن ايشر- هس بخمسين وأربعمائة سهم في شركة قناة السويس، واشترك مهندسون سويسريون في وضع رسومها، واستمرت طائفة منهم بعد حفرها فاستدعت بعض مواطنيها للانضمام اليها، مما كون نواة الحالية السويسرية في بورسعيد.
وأنزلت مصر السويسريين منزلة محترمة: قضاة في المحاكم المختلطة، وضباطاً وشرطة، ومفتشين للمدارس الأميرية، وأساتذة في مدرسة الأنجال. وتلتي المصريون العلم في مدارس سويسرا، ثم في جامعاتها. وأنشئت البعثة المدرسية فيها (١٩١٣) وكان أول المشرفين عليها جول جانيو (المتوفي ١٩٣٣) الأستاذ السابق في مدرسة الحقوق بالقاهرة، وهحمبر دينيس بارودي (١٨٧٨ - ١٩٥٣) وكان قد أقام بمصر (١٨٩٧ - ١٩١٤) وشغل فيها عدة مناصب منها: مراقب التعليم الزراعي، ومفتش عام في وزارة المعارف.
واحتفت سويسرا بالحركة الوطنية المصرية فأقام فيها مصطى كامل. وأنشأ الشبان المصريون في جنيف اللجنة الدائمة للشبيبة المصرية (١٩٠٨) وعقدوا