١٠٠ للهجرة. ونقش عربي على حجر من أحجار الأميال قرب تفليس من القرن الأول الهجري كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، ثلاثة أميال من تفليس - عاصمة الجمهورية الكرجية وكتابة عربية على النقود مكنت من العثور على دار جديدة لضرب السكة في دمانيس قرب تفليس، في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وقد عنى بالمصادر العربية في شمالى القوقاز كراتشكوفسكي، وجينكو، وبارانوف، وليكيا شويلي، وغيرهم عناية خاصة فنشروا العديد منها مع ترجمتها وتحقيقها والتعليق عليها. كما صدرت في تفليس مجموعة منتخبات أدبية عربية تتضمن من النصوص ما لم يكن قد نشر بعد، أو نصوصاً مستقاة من المخطوطات العربية كأخبار بلاد الكرج- جورجيا- المكاريوس البطريرك الأنطاكي، ولمؤرخ مدينة ميافارقين ابن الأزرق الفارقي وغيرهما. وظهر فيها أول قاموس عربي - جورجي مشتملاً على مفردات غير واردة في المعاجم العربية، وللشاعر الجورجي شوتا روستافيلى ملحمة من ستة آلاف وستمائة وثمانين بيتاً أطلق على إحدى بطلاتها اسم نيستان داريجان، ولم يكن يعرف أصله حتى اكتشف في حكايات العرب باسم نسطار جهان، وما زال شائعا بين قبائل العرب الضاربة في آسيا الوسطى.
وما برح في ولايتي بخاري وقاشقاداريا في آسيا الوسطى أكثر من خمسة آلاف عربي يتكلمون العربية حتى اليوم، ولا يدري أحد إذا ما كانوا أحفاداً للعرب تغلغلوا فيها تحت لواء الإسلام في عهد الفتوحات أم استوطنوها بعد أن أجلاهم تيمورلنك عن سوريا والعراق في القرن الرابع عشر. إلا أن لهجة عرب بخاري تختلف عن لهجة عرب قاشقاً دارياً اختلافاً بيناً بحيث لا يفهم بعضهم عن البعض الآخر. وللمسلمين في قازان مدرسة الأئمة وهي تعنى بالقرآن الكريم وعلم الكلام والفلسفة والمنطق كما تعلم مدارسهم المنتشرة في جميع ولاياتها القرآن والحديث. وفيهم نخبة من العلماء بين متمكن من العربية وبين ملم بها، ومعظمهم يتسمون بأسماء عربية ويصومون رمضان ويحافظون على تقاليد الإسلام.
وقد بني أمير بخاري المسجد الكبير في بطرسبرج على طراز عربي وجعل قبته من الفسيفساء فكلفه مبلغاً طائلاً.
لكن جميع ذلك لم يؤثر في روسيا الشاسعة إلا في حدود ضيقة خرج منها على