للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليًا به؟ قلت: بلى، قال: فالله أعظم، قال: إنما هو خلق من خلق الله يعني القمر، فالله أجل وأعظم (١).

[فصل]

قوله: "إلا رداء الكبرياء على وجهه". الرداء هنا مستعار كنى به عن كبريائه وعظمته، يبينه (٢) الحديث الآخر: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري"، يريد صفتي. فقوله: رداء الكبرياء: يريد (٣) صفة الكبرياء، فهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه أحد من خلقه بعد رؤية القيامة حتى يأذن لهم بدخول جنة عدن، فإذا دخلوها أراد أن يروه، فيروه وهم في جنة عدن، والله أعلم. قال معناه البيهقي (٤) وغيره.

وليست العظمة والكبرياء من جنس الثياب المحسوسة، وإنما هي توسعات (٥).

ووجه المناسبة: أن الرداء والإزار لما كانا ملازمين للإنسان، مخصوصين به، لا يشاركه فيها غيره: عبر من عظمته وكبريائه بهما؛ لأنهما مما لا يجوز مشاركة الله تعالى فيهما، ألا ترى آخر الحديث: فمن نازعني واحدًا منهما قصمته، ثم قذفته في النار.

[باب منه وفي سلام الله تعالى عليهم]

روي محمد المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي قال: "بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع عليهم نور من فوقهم، فإذا الرب قد


(١) في (الأصل): فهو أجل وأعظم، وما أثبته من (ع، ظ، م، سنن أبي داود).
(٢) في (الأصل): وبينه، وما أثبته من (ع، ظ، م).
(٣) في (ظ): يريد به.
(٤) انظر: كتاب الاعتقاد له ص (١٣٠).
(٥) بعد أن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية حديث: " … إلا رداء الكبرياء على وجهه .. " وغيره من الأحاديث، قال: وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح، قد تلقاها السلف والأئمة بالقبول، واتفق عليها أهل السنة والجماعة، وإنما يكذب بها أو يحرفها الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة، انظر مجموع الفتاوى ٣/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>