للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله : "للساعة أشراط، قيل: وما أشراطها؟ قال (١): علو أهل الفسق في المساجد، وظهور أهل المنكر على أهل المعروف، قال أعرابي: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: دع وكن حلسًا (٢) من أحلاس بيتك"، غريب من حديث مكحول، لم نكتبه إلا من حديث حمزة (٣) النصيبي (٤) عن مكحول.

[فصل]

قال العلماء رحمة الله عليهم: والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها تنبيه الناس (٥) عن رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة كيلا يعافصوا بالحول بينهم وبين تدارك الفوارط منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانفطموا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها، والله أعلم.

وتلك الأشراط علامة لانتهاء (٦) الدنيا وانقضائها، فمنها خروج الدجال، ونزول عيسى وقتله الدجال، ومنها خروج يأجوج ومأجوج، ودابة الأرض، ومنها طلوع الشمس من مغربها، هذه هي الآيات العظام على ما يأتي (٧) بيانه، وأما ما يتقدم هذه من قبض العلم، وغلبة الجهل واستيلاء أهله، وبيع الحكم (٨)، وظهور المعازف، واستفاضة شرب الخمور واكتفاء النساء بالنساء والرجال بالرجال، وإطالة البنيان وزخرفة المساجد، وإمارة الصبيان، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وكثرة الهرج. فإنها أسباب حادثة ورواية الأخبار المنذرة بها فعندها صار الخبر بها عيانًا تكلفٌ [لكن] (٩) لا بد من ذكرها حتى يوقف عليها وتتحقق بذلك معجزة النبي ، وصدقه في كل ما أخبر به ] (١٠).


(١) في (ظ): قال: قال.
(٢) في (ع): حليسًا.
(٣) (حمزة): ليست في (ظ).
(٤) (النصيبي): ليست في (الحلية).
(٥) في (ظ): تنبيه الناس عليه.
(٦) في (ع): انتهاء.
(٧) ص (١٢٦١).
(٨) الذي يظهر والله أعلم أن المراد ببيع الحكم شراء ذمم القضاة ومن على شاكلتهم.
(٩) ما بين المعقوفتين من (ظ).
(١٠) ما بين المعقوفتين من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>