للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة [وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة] (١) وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها.

[فصل]

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذه ثلاث عشرة علامة، جمعها أبو هريرة في حديث واحد، ولم يبق بعد هذا ما ينظر فيه من صحيح العلامات والأشراط، وفي عموم إنذار النبي بفساد الزمان وتغير الدين وذهاب الأمانة ما يغني عن ذكر التفاصيل الأباطلة (٢) والأحاديث الكاذبة في أشراط الساعة.

من ذلك حديث رووه عن قتادة عن أنس بن مالك عن رسول الله أن في سنة مائتين يكون كذا وكذا، وفي العشر والمائتين كذا (٣)، وفي (٤) العشرين كذا، وفي الثلاثين كذا، وفي الأربعين كذا، وفي الخمسين كذا، وفي الستين كذا، والمائتين (٥) تعتكف (٦) الشمس ساعة فيموت نصف الجن والإنس، فهل كان هكذا (٧) وقد مضت هذه المدة، وهذا شيء يعم، وسائر الأمور التي ذكر قد تكون في بلدة وتخلو منه أخرى، فهذا عكوف الشمس لا يخلو منه أحد في شرق ولا غرب، فإن كان المائتين من الهجرة فقد مضت المدة، وإن كان (٨) من موت النبي فقد مضت، وأيضًا دلالة أخرى على أنه مفتعل أن التاريخ لم يكن على عهد رسول الله ، وإنما وضعوه على عهد عمر، فكيف


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، صحيح البخاري).
(٢) في (ظ): الباطلة.
(٣) في (ع، ظ): يكون كذا وكذا.
(٤) (وفي): ليست في (ع، ظ).
(٥) في (ظ): العشرين كذا في الثلاثين وفي الخمسين والستين والمائتين.
(٦) في (ع): وفي الخمسين قال وفي الستين والثمانين تعتكف …
(٧) في (ع): هذا.
(٨) في (ظ): كانت.

<<  <  ج: ص:  >  >>