للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: قد نطق القرآن بقوله الحق ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾ الآية [الأعراف: ١٨٧]، فلم يكن يعلمها هو ولا غيره.

وأما قوله: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، فمعناه أنا النبي الآخر فلا يليني نبي آخر، وإنما تليني القيامة كما تلي السبابة الوسطى، وليس بينهما إصبع آخر، وهذا لا يوج يوجب أن يكون له علم بالساعة نفسها، وهي مع ذلك دانية؛ لأن أشراطها متتابعة، وقد ذكر الله الأشراط في القرآن فقال: ﴿فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ أي دنت وأولها النبي ؛ لأنه نبي آخر الزمان، وقد بعث وليس بينه وبين القيامة نبي، ثم بيَّن ما يليه من أشراط الساعة فقال: "أن تلد الأمة ربتها" إلى غير ذلك مما سنذكره ونبينه بحول الله في أبواب إن شاء الله تعالى] (١).

[باب أمور تكون بين يدي الساعة]

البخاري (٢) عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما (٣) مقتلة عظيمة دعواهما (٤) واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض، العلم (٥)، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم (٦) المال، فيفيض، وحتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه (٧) لا أرب لي فيه، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس أجمعون (٨) فذلك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨]،


(١) ما بين المعقوفتين من (ظ، ع).
(٢) في صحيحه ٦/ ٢٦٠٥، ح ٦٧٠٤.
(٣) نهاية القطع في (ع).
(٤) في (ظ): دعواهم، وفي (صحيح البخاري): دعوتهما.
(٥) في (ظ) وحتى يقبض الله العلم.
(٦) في (ع): فيها.
(٧) (عليه): ليست في (ع، وصحيح البخاري).
(٨) في (الأصل): أجمعين، وما أثبته من (ع، ظ، وصحيح البخاري) وقواعد اللغة تؤيده.

<<  <  ج: ص:  >  >>