للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناس في الحساب، فيقولون للملائكة: إلى أين تحملوننا؟ فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: إنكم لتحملوننا إلى غير بغيتنا، فيقولون: ما بغيتكم؟ فيقولون: المقعد الصدق مع الحبيب كما أخبر: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)[القمر: ٥٥].

ولعل هذا (١) من هذا القبيل من يسأل الجنة إلا أن سؤاله إياها لا لها، بل موافقة لمولاه لما علم أنه يحب أن يسأل ثوابه، ويستعاذ من عقابه، فوافق مولاه في إيثاره، لا لحظ نفسه؛ كما قال لأحد أصحابه الذين قالوا أما أنا فأقول في دعائي: "اللهم أدخلني الجنة وعافني من النار، ولا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله حولها ندندن".

قلت: خرجه أبو داود في سننه (٢) وابن ماجه (٣).

[باب ما جاء في أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار]

مسلم (٤) عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله : "قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء".

ومن حديث ابن عباس في حديث كسوف الشمس: "ورأيت النار فلم أر منظرًا كاليوم قط، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط" (٥).


(١) (هذا) ليست في (ع، ظ).
(٢) ١/ ٢١٠، ح ٧٩٢.
(٣) في سننه ١/ ٢٩٥، ح ٩١٠، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ١/ ١٥٠، ح ٧٤٢.
(٤) في صحيحه ٤/ ٢٠٩٦، ح ٢٧٣٦.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ٣٥٧، ح ١٠٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>