للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكر الفتن فأكثر فيه حتى ذكر فتنة الأحلاس (١) فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء (٢) دخنها من تحت قدمي (٣) رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني، و (٤) إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع (٥) ثم فتنة الدهيماء (٦) لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا (٧)، حتى يصير الناس فسطاطين (٨): فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غدٍ.

[فصل]

قول حذيفة: "قام فينا رسول الله مقامًا"، وفي الرواية الأخرى: "مجلسًا"، قد جاء مبينًا في حديث أبي زيد قال: "صلى بنا رسول الله الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت


(١) الأحلاس: جمع حِلْس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير، شبهها به للزومها ودوامها، انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٤٢٣ باختصار.
(٢) في (الأصل) و (ظ): السوء، وفي (ع): السوداء، والتصويب في سنن أبي داود ومسند أحمد، والسراء هي البطحاء، انظر: الفائق في غريب الحديث للزمخشري ١/ ٣٠٥، والنهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٦١.
(٣) في (ع): قدم.
(٤) الواو ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع سنن أبي داود.
(٥) قال الخطابي في غريب الحديث ١/ ٢٨٧: "قوله: كورك على ضلع، فإنه مثل يريد والله أعلم أنهم يجتمعون على رجل غير خليق للمُلْكِ ولا مستقل به، وذلك لأن الورك لا يستقر على الضلع ولا يلائمها، وإنما يقال في باب المشاكلة والملاءمة هو كرأس في جسد أو كف في ذراع أو نحوهما من الكلام".
(٦) الدهيماء هي الداهية، انظر: الفائق للزمخشري ١/ ٣٠٥.
(٧) في (ع): يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويصبح كافرًا ويمسي مؤمنًا.
(٨) في (ظ): إلى فسطاطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>