للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحم الله جعفر، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل فقتل، رحم الله عبد الله، ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد، فخالد سيف من سيوف (١) الله، فبكى أصحاب رسول الله وهم حوله فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: وما لنا لا نبكي وقد قتل أخيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا، فقال: لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأجنب رواكبها وهيأ مساكنها، وحلق سعفها فأطعمت عامًا فوجًا، ثم عامًا فوجًا فلعل آخرها عامًا طعمًا يكون أجودها فتوانا وأطولها شمراخًا، والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلفًا من حواريه".

حدثنا علي بن سعيد بن مرزوق الكندي قال: ثنا عيسى بن يونس عن صفوان عن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن حسين بن جبير بن نفير الحضرمي قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله على من أصيب مع زيد بن حارثة يوم مؤتة، قال رسول الله : "ليدركن المسيح من هذه الأمة أقوامًا إنهم لمثلكم أو خير منكم ثلاث مرات، ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها" (٢)] (٣).

باب ما جاء أن الدجال لا يضر مسلمًا

البزار (٤) عن حذيفة قال: كنا عند رسول الله فذكر الدجال فقال: "لفتنة بعضكم أخوف عندي (٥) من فتنة الدجال، ليس من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تضع لفتنة الدجال، فمن نجا (٦) من فتنة ما قبلها فقد نجا منها، والله لا يضر مسلمًا، مكتوب بين عينيه كافر".


(١) (من سيوف): ليست في (ظ).
(٢) نوادر الأصول ٢/ ٩٣.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في مسنده ٧/ ٢٣٢، ح ٢٨٠؛ وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٢١٨، ح ٦٨٠٧، إسناده صحيح، انظر: حاشية صحيح ابن حبان للأرنؤوط ١٥/ ٢١٨.
(٥) في (الأصل): لفتنة تعضكم عندي أخوف من، وما أثبته من (ع، ظ، م، مسند البزار).
(٦) في: (ع): فمن يخاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>