للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول الكافر والعاصي المصر: ما لنا ما وجدنا ما وجدتم ولا رأينا ما رأيتم، فتقول لهم التوبة: طال ما تعرضت لكم في الدنيا فما أردتموني، فلو كنتم قبلتموني لكنتم اليوم وجدتموني، فيقولون: فنحن اليوم نتوب، فينادي منادٍ من تحت العرش: هيهات هيهات، ذهبت أيام المهلة وانقضى زمن التوبة، فلو جئتم بالدنيا وما اشتملت عليه ما قبلت توبتكم ولا رحمت عبرتكم، فعند ذلك تنأى التوبة عنهم وتبعد ملائكة الرحمة عنهم، وينادي منادٍ من تحت العرش: يا خزنة النار هلموا إلى أعداء الجبار، وهذا بين فيما ذكرنا، وبالله توفيقنا.

[باب يعرف المشفوع فيهم بأثر السجود وبياض الوجوه]

قد تقدم (١) من حديث أبي سعيد الخدري أن المؤمنين يقولون: "ربنا إخواننا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم"، وذكر الحديث.

وذكر (٢) مسلم (٣) من حديث أبي هريرة عن النبي وفيه بعد قوله: "ومنهم المجازى حتى ينجا، حتى إذا فرغ الله القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان (٤) لا يشرك بالله شيئًا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول: لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار، يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود (٥)، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون منه كما تنبت الحِبة في حمل السيل وذكر الحديث.

وخرج (٦) عن جابر قال: قال رسول الله : "إن قومًا (٧) يخرجون


(١) ص (٧٧٨).
(٢) في (ع، ظ): وخرج.
(٣) في صحيحه ١/ ١٦٥، ح ١٨٢؛ والبخاري في صحيحه ٥/ ٢٤٠٣، ح ٦٢٠٤.
(٤) (كان): ليست في (ظ).
(٥) (تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود): ليست في (ظ).
(٦) أي مسلم في صحيحه ١/ ١٧٨، ح ١٩١.
(٧) في (ظ): أقوامًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>