للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قال المؤلف: الميزان حق، ولا يكون في حق كل أحد؛ بدليل قوله : فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه الحديث. وقوله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [الرحمن: ٤١] الآية. وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا من المؤمنين، وقد يكون للكافرين على ما ذكرنا، ويأتي (١).

وقال أبو حامد (٢): والسبعون الألف (٣) الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا وإنما هي براءات (٤) مكتوبة (٥) لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه براءة فلان بن فلان قد غفر وسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، فما مر عليه شيء أسرٌّ (٦) من ذلك المقام.

قلت: فقد روي عن رسول الله أنه قال: "تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين (٧)، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صبًا بغير حساب"، ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي ، وخرجه أبو نعيم (٨) الحافظ بمعناه عن ابن عباس عن النبي قال: "يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب ويؤتى بالمتصدق فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب لهم الأجر صبًا حتى إن أهل العافية ليتمنون في


(١) ص (٧٨٠ - ٧٨١).
(٢) في كشف علوم الآخرة ص (١١٨)، ولا دليل على ما فصله.
(٣) في (ع، ظ): ألف.
(٤) في جميع النسخ: بروات، وما أثبته من مصدر المصنف.
(٥) (ظ): مكتوبة فيه.
(٦) في (ع): أيسر.
(٧) (بالموازين): ليست في (ظ).
(٨) في الحلية ٣/ ٩١؛ والطبراني في الكبير ١٢/ ١٨٢، ح ١٢٨٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>