للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قوله في الشهيد: "كفى (١) ببارقة السيوف على رأسه فتنة" معناه: أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق كان إذا التقى الزحفان وبرقت السيوف فروا؛ لأن من شأن المنافق الفرار والروغان عند ذلك، ومن شأن المؤمن البذل والتسليم لله نفسًا، وهيجان حمية الله (٢)، والتعصب له (٣) لإعلاء كلمته، فهذا قد أظهر صدق ما في ضميره حيث برز للحرب والقتل، فلماذا يعاد عليه السؤال في القبر؟ قاله الترمذي الحكيم (٤).

قلت: وإذا كان الشهيد لا يفتن، فالصدِّيق أجل خطرًا، وأعظم أجرًا، فهو (٥) أحرى أن لا يفتن؛ لأنه المقدم ذكره في التنزيل على الشهداء قوله (٦): ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ [مَعَ] (٧) الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ (٨)[النساء: ٦٩].

وقد جاء في المرابط الذي هو أقل مرتبة من الشهداء (٩) لا (١٠) يفتن، فكيف بمن هو أعلى (١١) منه ومن الشهيد (١٢)، فتأمله.

[فصل]

قوله : "من مات مريضًا مات شهيدًا" عام (١٣) في جميع المرض (١٤)،


(١) في (الأصل، ظ): كفاه، والتصويب من (ع، النسائي).
(٢) هكذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: وهيجان حمية لله.
(٣) قول الترمذي الحكيم: وهيجان حمية الله، والتعصب له، في النفس شيء من هذا التعبير، فلو قال: انتصارًا لله ولدينه لكان أولى، والله أعلم.
(٤) في نوادر الأصول ٤/ ١٦١.
(٥) في (ع): فهذا.
(٦) في (ع، ظ): في قوله تعالى.
(٧) ما بين المعقوفتين من (المصحف، ع، ظ)، وهي ساقطة في الأصل.
(٨) في (ع): ﴿وَالصَّالِحِينَ﴾.
(٩) في (ع، ظ): الشهيد.
(١٠) في (ع، ظ): أن لا.
(١١) في (ع، ظ): أعلى مرتبة.
(١٢) في (ع، ظ): ومن الشهيد والله أعلم.
(١٣) (عام): ليست في (ظ).
(١٤) في (ع، ظ): الأمراض.

<<  <  ج: ص:  >  >>