للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالجواب: أنهم قد ذكروا أيضاً في الوعد لأنه سبحانه يقول: {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين} ثم قال: {ولكل درجات مما عملوا} وإنما أراد لكل من الإنس والجن فقد ذكروا في الوعد مع الإنس.

فإن قيل: فقد ذكر يخاطب الجن والإنس في النار لأن الله تعالى قال: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق} إلى قوله {ولوموا أنفسكم} {قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} ولم يأت عن تفاوض الفريقين في الجنة خبر، قيل: إنما ذكر من تفاوضهم في النار أن الواحد من الإنس يقول للشيطان الذي كان قرينه في الدينا إنه أطغاني وأضلني فيقول له قرينه: ربنا ما أطغيته ولكنه كان ضالاً بنفسه ولا سبب بين الفريقين يدعو أهل الجنة فيهما إلى التفاوض فلذلك سكت عنهما، وأيضاً فإن الله تعالى أخبر الناس أن عصاتهم يكونون قرناء الشياطين يتخاصمون في النار ليزجرهم بذلك عن التمرد والعصيان، وهذا المعنى مقصود في الأخبار، فلهذا سكت عن ذلك في الوعد به.

[باب القصاص يوم القيامة ممن استطال في حقوق الناس وفي حسبه لهم حتى ينصفوا منه]

مسلم «عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لتؤدن الحقوق إلى

<<  <   >  >>