للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقامًا (١) لا يقومه أحد غيري، يغبطني فيه الأولون والآخرون"، وذكر الحديث.

وخرّج (٢) البيهقي بإسناده في كتاب الأسماء والصفات (٣) عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "إنكم تحشرون (٤) حفاة عراة، وأول من يكسى من الجنة إبراهيم ، يكسى حلة من الجنة، ويؤتى بكرسي فيطرح (٥) عن يمين العرش، ويؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر وأوتى (٦) بكرسي فيطرح لي على ساق العرش"، وهذا نص في أن إبراهيم أول من يكسى، ثم نبينا بإخباره ، فطوبى ثم طوبى لمن كسي في ذلك الوقت من ثياب الجنة، فإنه من لبسه فقد لبس جبة تقيه مكاره الحشر وعرقه وحر الشمس (٧) وغير ذلك من أهواله.

[فصل]

وتكلم العلماء في حكمة تقديم إبراهيم بالكسوة، فروي أنه لم يكن في الأولين والآخرين لله ﷿ عبد أخوف من إبراهيم ، فتجعل (٨) له كسوته أمانًا (٩) له؛ ليطمئن قلبه.

ويحتمل أن يكون ذلك لما جاء به الحديث من أنه أول من أمر بلبس السراويل إذا صلى مبالغة في التستر، وحفظًا لفرجه من أن يماس مصلاه، ففعل ما أمر به، فيجزى بذلك أن يكون أول من يستر يوم القيامة.


(١) (الأصل): قيامًا، وما أثبته من (ع، ظ، الحلية).
(٢) في (م): وذكره.
(٣) في الأسماء والصفات له ٢/ ٢٧٦، ح ٨٣٩.
(٤) (الأسماء والصفات): محشورون.
(٥) (فيطرح): ليست في (ع).
(٦) في (ع، ظ): ثم أوتى.
(٧) في (الأصل): وحر الشمس والنار، وما أثبته من (ع، ظ، م).
(٨) في (ع، ظ): فتعجل.
(٩) في (الأصل): إيمانًا، والتصويب من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>