للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاء أفراطه فثقلوا ميزانه"، وكذلك الأعمال الصالحة إن شاء الله، دليله (١) على فضل الصلاة على النبي وذكر القشيري في التحبير له: "يحكى عن بعضهم أنه قال: رأيت بعضهم في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: وزنت حسناتي فرجحت السيئات على الحسنات، فجاء صرة من السماء وسقطت في كفة الحسنات فرجحت فحللت الصرة فإذا فيها كف تراب ألقيته في قبر مسلم".

وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم (٢) بإسناده عن حماد بن زيد عن أبي حنيفة عن حماد بن (٣) إبراهيم في قوله ﷿: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ قال: يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه [يوم القيامة فيخف، فيجاء بشيء أمثال الغمام أو قال مثل السحاب فيوضع في ميزانه] (٤) فيرجح فيقال له: أتدري ما هذا؟ فيقول: لا، فيقولون (٥) له: هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه (٦) الناس أو نحو هذا.

[باب منه]

الترمذي (٧) عن عائشة أن رجلًا قعد بين يدي النبي فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: "بحسب (٨) ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلًا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل"، قال: فتنحى الرجل فجعل يبكي


(١) هكذا في الأصل و (ع)، في (ظ): دليل.
(٢) جامع بيان العلم وفضله ١/ ٤٦.
(٣) في (ع، ظ): عن إبراهيم، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، ومصدر المؤلف).
(٥) في (ع، ومصدر المؤلف): فيقال.
(٦) في (ظ): تعلم.
(٧) في جامعه ٥/ ٢٠، ح ٣١٦٥، قال الألباني: صحيح الإسناد، انظر: صحيح سنن الترمذي ٣/ ٧٧، ح ٢٥٣١.
(٨) في (الترمذي): يحسب، وفي (ظ): تحسب، وفي (ع) غير معجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>