للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم (١) عن أبي موسى عن النبي [قال] (٢): " ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل بالصدقة (٣) من الذهب لا يجد (٤) أحدًا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء".

[فصل]

قوله: "ويرى الرجل الواحد (٥) تتبعه أربعون امرأة"، يريد والله أعلم أن الرجال يقتلون في الملاحم وتبقى نساؤهم أرامل فيقبلن (٦) على الرجل الواحد في قضاءحوائجهن ومصالح أمورهن كما قال في الحديث الآخر (٧) قبله حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد الذي يسوسهن ويقوم عليهن من بيع وشراء وأخذ وعطاء (٨)، وقد كان هذا عندنا أو قريب منه بالأندلس.

وقيل: إن ذلك (٩) لقلة الرجال وغلبة الشبق على النساء يتبع الرجل الواحد أربعون امرأة كل واحدة تقول: انكحني انكحني، والأول: أشبه والله أعلم، ويكون معنى يلذن يستترن ويتحرزن من الملاذ الذي هو السترة لا من اللذة.

وقد أخبرني صاحبنا أبو القاسم أخو شيخنا أبي العباس أحمد بن عمر ، أنه ربط نحوًا من خمسين امرأة واحدة بعد أخرى في حبل واحد مخافة سبي العدولما خرجوا من قرطبة أعادها الله. وأما ظهور الزنا فذلك مشهور في كثير من الديار المصرية (١٠)، ومن ذلك إظهار الخمر، والمجون،


(١) في صحيحه ٢/ ٧٠٠، ح ١٠١٢.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، صحيح مسلم).
(٣) في (صحيح مسلم): يطوف الرجل فيه بالصدقة.
(٤) في (ظ): ثم لا يجد.
(٥) (الواحد): ليست في (ع، ظ).
(٦) في (ع): فيقبلون.
(٧) (الآخر): ليست في (ظ).
(٨) في (ظ): إعطاء.
(٩) (ذلك): ليست في (ع، ظ).
(١٠) لا يحسن التعيين في مثل هذه الأمور لما فيه من التشهير من جهة، وإغراء الفسّاق من جهة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>