للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِن مالِكَ إلا الأكفان، بل هي والله (١) للخرابِ، والذهابِ، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ فهلّا أبعدك (٢) من الأهوال؟ كلا، بل (٣) تتركه إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزار على مَن لا يعذرك.

ولقد أحسنَ مَن قال (٤) في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: ٧٧] النصيب (٥): الكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾، أي: اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة (٦) وهي: الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء، والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس (٧) أنك تترك جميع (٨) مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن، ونحو هذا قول الشاعر (٩):

نصيبك مما تجمع الدهر كله … رداءان تلوى فيهما وحنوط

وقال آخر (١٠):

هي القناعة لا تبغي بها بدلًا … فيها النعيم وفيها راحة البدن

انظر لمن مَلك الدنيا بأجمعها … هل راح منها بغير القطن والكفن

فصل (١١)

وقوله (١٢): "الكيّسُ من دان نفسَه"، دَانَ: حَاسَبَ، وقيل: ذَلّ (١٣).


(١) (والله): ليست في (ع، ظ).
(٢) في (ع، ظ): أنقذك.
(٣) في (ع): بلى.
(٤) هذا القول ذكره القرطبي في تفسيره ١٣/ ٢٠٨ فقرة رقم ٣١٤، ولم يذكر له قائل.
(٥) في (ع، ظ): إن النصيب.
(٦) (أي: اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة): ليست في (ع).
(٧) (لا تنس): ليست في (ع).
(٨) في (ع): من جميع.
(٩) ذكر القرطبي في تفسيره هذا البيت ١٣/ ٢٠٨ فقرة رقم ٣١٤، ولم ينسبه إلى قائل معين.
(١٠) ذكره القرطبي في تفسيره أيضًا ١٣/ ٢٠٨ فقرة رقم ٣١٤، ولم ينسبه إلى قائل.
(١١) كلمة (فصل): ليست في (ع، ظ).
(١٢) في (ع، ظ): وقوله .
(١٣) انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>