للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أصحابه حين فرغ منه فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه، واقبله منك بقبول حسن، وثبت عند المسايلة (١) منطقه"، غريب من حديث عطاء.

[فصل]

قال الآجري (٢) (٣) في كتاب النصيحة (٤): يستحب الوقوف بعد الدفن قليلًا والدعاء للميت مستقبل وجهه بالثبات فيقال: اللهم هذا (٥) عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيرًا وقد أجلسته لتسأله، اللهم فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته بالقول الثابت (٦) في الحياة الدنيا، اللهم ارحمه، والحقه بنبيه محمد ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره. وقال أبو عبد الله الترمذي (٧): فالوقوف على (٨) القبر وسؤال التثبيت في وقت دفنه مَدَدٌ للميت بعد الصلاة؛ لأن الصلاة بجماعة المؤمنين كالعسكر له قد اجتمعوا بباب الملك يشفعون له، والوقوف على القبر لسؤال التثبيت مدد العسكر (٩)، وتلك ساعة شغل للميت؛


= والتصويب من مصدر المؤلف، وفيه: حدثني ابن أبي أسيد عن عطاء عن أنس بن مالك. والذي يظهر أن عطاء تحرفت في النسخ إلى: عثمان، والله أعلم.
(١) في (ع، ظ): المسألة، والأصل توافق مع الحلية.
(٢) في (ع، ظ): أبو بكر محمد بن الحسين.
(٣) الإمام المحدث أبو بكر، محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الآجري، صاحب التواليف منها: الشريعة في السنة، وكتاب الرؤية، وكتاب الغرباء، وغير ذلك، توفي سنة ٣٦٠ هـ، السير ١٦/ ١٣٣.
(٤) في (ظ): له، ونسب ابن النديم الكتاب إليه أيضًا، قال: وله كتاب النصيحة ويحتوي على عدة كتب في الفقه، انظر: الفهرست ص (٣٠١)، ولم أقف على كتاب النصيحة مطبوعًا ولا مخطوطًا.
(٥) (هذا): ليست في (ع).
(٦) (بالقول الثابت): ليست في (ع، ظ).
(٧) نوادر الأصول ٣/ ٢٢٦.
(٨) في (ع): عند.
(٩) في (ع): للعسكر، والأصل متوافق مع (ظ، نوادر الأصول) وما في (ع) أنسب للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>