كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

أبواب ذكر الموت - باب فقراء المهاجرين أول الناس ورودا الحوض على النبي ﷺ - ج: 2 - ص: 708

ذكر أبو داود الطيالسي (١) قال: ثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة عن زيد بن أرقم ﵁ عن النبي ﷺ قال: "ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ء أو سبعين جزء ممن يرد علي الحوض، وكانوا يومئذ ثمان مائة أو تسعمائة".

باب فقراء المهاجرين أول الناس ورودًا الحوض على النبي ﷺ -

ابن ماجه (٢) عن الصُنابح (٣) الأحمسي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا وإني فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تقتلن (٤) بعدي".

وخرّج (٥) عن ثوبان مولي رسول الله ﷺ قال: "إن حوضي ما بين عدن إلى أيلة، أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، أكاويبه كعدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، وأول من يرد على حوضي (٦) فقراء المهاجرين الدُنس ثيابًا، الشُّعث رؤوسًا الذين لا ينكحون المنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد"، قال: فبكى عمر (٧) حتى اخضلّت لحيته، فقال: "لكني نكحت المنعمات (٨) وفتحت لي أبواب السدد، لا جرم أن لا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي (٩) حتى يتسخ ولا أدهن رأسي حتى يشعث"، خرّجه

---

(١) في مسنده ص (٩٣)، ح ٦٧٧؛ وبنحوه أحمد في مسنده ٤/ ٣٦٧، ح ١٩٢٨٧؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٦/ ٣١٠، ح ٣١٦٨٧.
(٢) في سننه ٢/ ١٣٠٠، ح ٣٩٤٤؛ وابن حبان في صحيحه ١٣/ ٣٢٤، ح ٥٩٨٥، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٣٥٠، ح ٣١٨٧.
(٣) في (جميع النسخ): الصنابحي، والتصويب من (ابن ماجه والتقريب)، قال ابن حجر: الصنابح بضم أوله ثم النون بن الأعسر الأحمسي صحابي سكن الكوفة، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم التقريب ١/ ٢٧٨، رقم ٢٩٥٣.
(٤) في (ع، ظ) تقتتلن، والأصل متوافق مع ابن ماجه.
(٥) أي ابن ماجه في سننه ٢/ ١٤٣٨، ح ٤٣٠٣، قال الألباني: صحيح المرفوع منه، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٤٢٩، ح ٣٤٧٢.
(٦) في (ع، ظ) على الحوض، وفي (ابن ماجه): وأول من يرده علي فقراء المهاجرين.
(٧) وعمر هنا هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كما في رواية الترمذي.
(٨) يعني ﵀: فاطمة بنت عبد الملك.
(٩) في (ظ): جسمي.