للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرأيت في منامي كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس يحاسبون، فقوم يُمضى بهم إلى الجنة، وقوم يمضى بهم إلى النار، قال: فأتيت إلى الجنة فناديت: يا أهل الجنة بماذا نلتم سكنى الجنان في محل الرضوان؟ فقالوا لي: بطاعة الرحمن ومخالفة الشيطان، ثم أتيت إلى باب النار فناديت: يا أهل النار بماذا نلتم النار؟ قالوا: بطاعة الشيطان ومخالفة الرحمن، قال: فنظرت فإذا قوم موقوفون بين الجنة والنار فقلت لهم: ما بالكم (١) موقوفون بين الجنة والنار، فقالوا لي: لنا ذنوب جَلّتْ وحسنات قلَّتْ، فالسيئات تمنعنا من دخول الجنة والحسنات تمنعنا دخول النار، وأنشدوا (٢):

نحن قوم لنا ذنوب كبار … منعتنا من الوصول إليه

تركتنا مذبذبين حياري … مسكتنا من القدوم عليه

[باب إذا كان يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد فإذا بقي في هذه الأمة منافقوها امتحنوا وضرب الصراط]

الترمذي (٣) عن أبي هريرة أن النبي قال: "يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطلع عليهم رب العالمين (٤) فيقول: ألا ليتبع كل إنسان ما كان يعبد، فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون. ."، وذكر الحديث بطوله.

وخرّج مسلم (٥) عنه أنا ناسًا قالوا لرسول الله : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله : "هل تضارُّون في القمر ليلة البدر؟


(١) في (ع): ما لكم.
(٢) لم أقف على القائل.
(٣) في جامعه ٤/ ٦٩٢، ح ٢٥٥٧؛ وأحمد في مسنده ٢/ ٣٦٨، ح ٨٨٠٣، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣١٦ - ٣١٧، ح ٢٠٧٢.
(٤) في (ظ): العرش.
(٥) في صحيحه ١/ ١٦٤ - ١٦٥، ح ١٨٢؛ والبخاري في صحيحه ١/ ٢٧٧ - ٢٧٨، ح ٧٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>