للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله ﷿ لهم"، هذا حديث غريب من حديث (١) جابر الجعفي وقتادة وتفرد به عن قتادة عن جابر عن ابن عباس مجاعة بن الزبير.

وروى الحسين بن علي قال: قال لي جدي : "يا بُني عليك بالقناعة تكن أغنى (٢) الناس، وأد الفرائض تكن من أعبد الناس، يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة (٣) فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان، يصب عليهم الأجر صبًا، وقرأ رسول الله : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]. ذكره أبو الفرج بن الجوزي (٤) في كتاب روضة المشتاق (٥).

[فصل]

فإن قيل: فأما وزن أعمال المؤمنين فظاهر وجهه فتقابل الحسنات بالسيئات، فتوجد حقيقة الوزن، والكافر لا يكون له حسنات فما الذي يقابل بكفره وسيئاته وأنى يتحقق في أعماله الوزن؟

فالجواب: إن هذا (٦) على وجهين:

أحدهما: أن الكافر يحضر له ميزان فيوضع كفره أو كفره وسيئاته في إحدى كفتيه (٧) ثم يقال له: هل لك (٨) من طاعة نضعها على الكفة الأخرى؟ فلا يجدها، فيشال الميزان فترتفع الكفة الفارغة وتقع الكفة المشغولة فذلك خفة ميزانه، وهذا ظاهر الآية، لأن الله تعالى وصف الميزان بالخفة لا الموزون، وإذا كان فارغًا فهو خفيف.


(١) (حديث): ليست في (ظ).
(٢) في (ظ): من أغنى.
(٣) (يوم القيامة): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (الأصل، ظ): أبو الفرج الجوزي، وتصويبه من (ع).
(٥) وأخرجه الطبراني في الكبير ٣/ ٩٢، ح ٢٧٦٠، وانظر: ص (٦٠).
(٦) في (ظ): ذلك.
(٧) في (الأصل): كفيه، وتصويبه من (ع، ظ).
(٨) (لك): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>