للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مجتمعه، والتي كان من أبرزها: كتاب جوامع كتب أرسطوطاليس، وكتاب تلخيص الإلهيات لنيقولاوس، ومقالة فيما يعتقده المشَّاؤون وما يعتقده المتكلمون في كيفية وجود العالم (١).

كما ذاع في ذلك العصر معتقدٌ خَلَطَ بين فلسفة الأوائل والتصوف على يد محيي الدين بن عربي: محمد بن علي الطائي الأندلسي، المتوفى سنة ثمان وثلاثين وستمائة، الذي ألف كتاب الفتوحات المكية، وفصوص الحكم، اللذين أصَّل فيهما عقيدة وحدة الوجود الكفرية، التي انتشرت فيما بعد في قطاع كبير من بقاع المسلمين داخل وخارج الأندلس (٢).

[أثر الحالة الدينية على المؤلف]

يظهر أثر الحالة الدينية على المؤلف في الآتي:

١ - سلوك المؤلف مسلك المتكلمين الأشاعرة في الاعتقاد (٣) وهي العقيدة السائدة في ذلك العصر سواء في الأندلس أو في المشرق الذي رحل إليه المؤلف.

٢ - تفقهه، على المذهب المالكي الذي كان سائدًا في ذلك العصر في بلاد الأندلس، بل يعتبر المؤلف من علماء ذلك المذهب، ويعتبر كتابه الجامع لأحكام القرآن من كتب الفقه المالكي المهمة.

٣ - عناية المؤلف بالرد على انحرافات الصوفية في عصره كلما سنحت له فرصة؛ وهذا من التفاعل الإيجابي مع مجتمعه والذي ظهر أثره في عنايته بتلك الردود (٤).


(١) موسوعة تاريخ الأندلس للدكتور حسين مؤنس، ٢/ ١٢٨؛ والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبار ٢/ ٧٤؛ وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٠٧.
(٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٤٨، ونفح الطيب ٢/ ٦٣٣.
(٣) انظر: مزيدًا من البيان في عقيدة المؤلف ص (٤٢).
(٤) انظر: ص (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>