للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الله تعالى؟ أو شيء تقوله من تلقاء نفسك؟ فقال: يا أعرابية بل هو من كتاب الله المنزل، فقالت: كل عضو من أعضائي يعذب على كل باب منها، قال: يا أعرابية بل لكل باب منهم جزء مقسوم، يعذب أهل كل باب على قدر أعمالهم، فقالت: والله إني امرأة مسكينة ما لي مال، وما لي إلا سبعة أعبد، أشهدك يا رسول الله أن كل عبد منهم عن كل باب من أبواب جهنم حُرٌّ لوجه الله، فأتاه جبريل فقال: يا رسول الله بشر الأعرابية أن الله قد حرم عليها أبواب جهنم كلها وفتح لها أبواب الجنة كلها" (١).

باب منه وفي بُعْد أبواب جهنم بعضها من بعض وما أعد الله (٢) فيها من العذاب

روي عن بعض (٣) أهل العلم في قول الله تعالى: ﴿لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ قال: من الكفار والمنافقين والشياطين، بين الباب والباب خمسمائة عام، فالباب الأول يسمى جهنم؛ لأنه يتجهم في وجوه الرجال والنساء فيأكل لحومهم، وهو أهون عذابًا من غيرهم، والباب الثاني يقال له: لظى نزاعة للشوى، يقال: أكلة (٤) اليدين والرجلين تدعو من أدبر عن التوحيد وتولى عما جاء (٥) به محمد ، والباب الثالث يقال له: سقر، وإنما سمي سقر؛ لأنه يأكل لحم (٦) الرجال والنساء لا يبقي لحمًا على عظم، والباب الرابع يقال له: الحطمة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦)[الهمزة ٥ - ٦] تحطم العظام، وتحرق الأفئدة، قال الله تعالى: ﴿الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى


(١) ذكره ابن رجب في التخويف من النار ص (٥٩) وقال: وهذا حديث لا يصح مرفوعًا.
(٢) (لفظ الجلالة): ليس في (ظ).
(٣) في (ظ): روى بعض أهل العلم.
(٤) هكذا في (ع، ظ)، ولعل الصواب: آكلة.
(٥) في (ظ): أدبر وتولى عن التوحيد وتولى عما جاء به.
(٦) في (ظ): لحوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>