للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل أحوالك، من فعلك ومقالك، وأعظم الشهود لديك المطلع (١) عليك الذي لا تخفى عليه خائنة الأعين (٢) ولا يغيب عنه زمان ولا أين، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ [يونس: ٦١]، فاعمل عمل من يعلم أنه راجع إليه، وقادم عليه يجازي على الصغير والكبير، والقليل والكثير، سبحانه لا إله إلا هو.

باب لا يشهد عبد على شهادة في الدنيا إلا شهد به (٣) يوم القيامة

ابن المبارك (٤) قال: أخبرنا رشدين (٥) بن سعد عن عمرو بن الحارث عن سعد بن أبي هلال عن سليمان بن راشد أنه بلغه أن امرأ لا يشهد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، ولا يمتدح عبدًا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد (٦).

قلت: هذا صحيح يدل على صحته من الكتاب قوله الحق: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف: ١٩]، وقوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)[ق: ١٨] والله أعلم.

[باب ما جاء في سؤال الله تعالى الأنبياء وفي شهادة هذه الأمة للأنبياء تعلى أممهم]

قال الله تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧)[الأعراف: ٦ - ٧]، وقال: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ


(١) في (ظ): ربك المطلع.
(٢) في (ع): خائنة عين.
(٣) في (ظ): بها.
(٤) في الزهد (الزوائد) ص (١١٨)، ح ٣٩٧.
(٥) في (الأصل، ع): رشيد، والتصويب من (ظ، ومصدر المصنف).
(٦) قوله: (ولا يمتدح عبدًا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد): ليس في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>