للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة فيقول له: يا فلان تذكر يوم اصطنعتك معروفًا إليك (١)؟ فيقول: اللهم هذا (٢) اصطنع إلي في الدنيا معروفًا، قال: فيقال له: خذ بيده وأدخله الجنة برحمة الله ﷿" (٣). قال أنس : أشهد أني سمعت رسول الله يقوله.

قال أبو عبد الله محمد بن ميسرة (٤): رأيت في الكتاب الذي يذكر أنه الزبور: إني أدعو عبادي الزاهدين يوم القيامة فأقول لهم عبادي: إني لم أزو عنكم الدنيا لهوانكم علي، ولكن أردت أن تستوفوا نصيبكم موفرًا اليوم، فتخللوا الصفوف، فمن أحببتموه في الدنيا أو قضى لكم حاجة أو رد عنكم غيبة أو أطعمكم لقمة ابتغاء وجهي وطلب مرضاتي فخذوا بيده وأدخلوه الجنة.

[فصل]

وذكر أبو حامد في كتاب الإحياء (٥): قال أنس قال رسول الله : "إن رجلًا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار ويقول: يا فلان هل تعرفني؟ فيقول: لا والله ما أعرفك، من أنت؟ فيقول: أنا الذي مررت بي في الدنيا يومًا فاستسقيتني شربة ماء فسقيتك، قال: قد عرفت، قال: فاشفع لي بها عند ربك، فيسأل الله تعالى ويقول: إني أشرفت على النار فناداني رجل من أهلها، فقال هل تعرفني؟ فقلت: لا، من أنت؟ قال: أنا الذي استسقيتني في الدنيا، فسقيتك فاشفع لي بها، فشفعني، فيشفعه الله فيؤمر به فيخرج من النار.


(١) (إليك): ليست في (ظ). وفي (قضاء الحوائج): اصطنعت إليك في الدنيا معروفًا.
(٢) في (ع): اللهم إن هذا.
(٣) وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج ص (٣٣)، ح ١٩.
(٤) انظر: الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم ٨/ ٨٩.
(٥) في (ع، ظ): في آخر كتاب الإحياء، والنص في آخر كتاب الإحياء ٤/ ٥٢٨؛ قال الحافظ العراقي: أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف، المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، بهامش كتاب الإحياء ٤/ ٤٦٠ طبعة دار الكتب العلمية بيروت الأولى لسنة ١٤١٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>