للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلمة منه (١) ألقاها إلى مريم وروح منه فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبًا، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ، فيأتوني (٢) فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح الله (٣) عليَّ ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي (٤)، ثم قال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه اشفع تُشفّع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكَمَا بين مكة وهُجر وكما بين مكة وبُصْرى (٥)، وفي البخاري: "كما بين مكة وحِمْيَر".

[فصل]

هذه الشفاعة العامة التي خص بها نبينا محمد من بين سائر الأنبياء هي المراد بقوله : "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي" رواه الأئمة، البخاري (٦) ومسلم (٧) وغيرهما (٨).

وهذه الشفاعة العامة لأهل الموقف إنما هي لتعجيل حسابهم ويراحوا من


(١) في (الأصل): وكلمته، وما أثبته من (ع، ظ، مسلم).
(٢) في (ع): فيأتون.
(٣) (لفظ الجلالة): ليس في (ظ).
(٤) في (الأصل): لأحد غيري من قبل، و (من قبل): ليست في (ع، ظ)، وما أثبته من (م، ومسلم).
(٥) تقع بُصْرى داخل الحدود السورية على مقربة من الحدود الأردنية، انظر: معجم المعالم الجغرافية لعاتق البلادي ص (٤٣ - ٤٤).
(٦) في صحيحه ٥/ ٢٣٢٣، ح ٥٩٤٥.
(٧) في صحيحه ١/ ١٨٨، ح ١٩٨.
(٨) الترمذي في جامعه ٥/ ٥٨٠، ح ٣٦٠٢، وابن ماجه في سننه ٢/ ١٤٤٠، ح ٤٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>