للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاء الله؛ لأنهم قد عبروا الصراط الأول المضروب (١) على متن جهنم الذي يسقط فيها من أوبقه ذنبه وأربى على الحسنات بالقصاص جرمه (٢).

روى البخاري (٣) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "يخلص المؤمنون فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة بمنزله كان في الدنيا".

[فصل]

قلت: معنى يخلص المؤمنون من النار: أي يخلصون من الصراط المضروب على النار، ودل هذا (٤) على أن المؤمنين في الآخرة مختلفو الحال.

قال مقاتل (٥): إذا قطعوا جسر جهنم حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا وطيبوا (٦) قال لهم رضوان وأصحابه: سلام عليكم بمعنى التحية: ﴿طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: ٧٣].

وقد ذكر الدارقطني (٧) حديثًا ذكر فيه أن الجنة بعد الصراط.

قلت: ولعله أراد بعد القنطرة بدليل حديث البخاري والله أعلم، أو يكون ذلك في حق من دخل النار وخرج بالشفاعة فهؤلاء لا يحبسون بل إذا أخرجوا (٨) بثوا على أنهار الجنة على ما يأتي (٩) بيانه في الباب بعد هذا إن شاء الله تعالى.

وقد صح عنه أنه قال: أصحاب الجنة محبوسون على قنطرة (١٠) بين


(١) في (ع): والمضروب.
(٢) (جرمه): ساقطة من (ع).
(٣) في صحيحه ٥/ ٢٣٩٤، ح ٦١٧٠.
(٤) في (ظ): ودل هذا الحديث.
(٥) ذكره البغوي في تفسيره ٤/ ٨٩ عن قتادة.
(٦) في (ظ): وطابوا.
(٧) لم أجده في سننه.
(٨) في (ع): خرجوا.
(٩) ص (٩١٧).
(١٠) (على قنطرة): ليست في (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>