للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سالت عيناه، ويصول (١) ببلاغةِ نطقِهِ، وقد أكل الدُودُ لسانَه، ويضحك لمؤاتاة دهره، وقد أبلى الترابُ أسنانَه، وليتحققْ أنّ حالَه كحالِهِ (٢)، ومآله كمآله (٣)، وعند هذا التذكر، والاعتبار، تزولُ (٤) عنه جميعُ الأغيار الدّنيويّةِ، ويقبلُ على الأعمالِ الأخرويّةِ، فيزهدُ في دنياه (٥)، ويُقبل على طاعةِ مولاه، ويلينُ قلبُه، وتخشعُ جوارحُهُ، والله أعلم.

[فصل]

جاء في هذا الباب حديث يُعارضُ حدِيثَ هذا الباب، وهو ما خَرّجه أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي (٦) الخطِيب (٧) في كتاب السابق واللاحِقِ (٨)، وأبو حَفْصٍ عمرُ (٩) بن شاهينَ (١٠) في الناسخ والمنسوخ له (١١) في الحديث (١٢) بإسناديهِما


(١) في (ع): يقول.
(٢) في (ع): كحالهم.
(٣) في (ع): كمالهم.
(٤) في (ع): يزول.
(٥) في (ظ): الدنيا.
(٦) (أحمد بن علي): ليست في (ع، ظ).
(٧) الإمام العلامة، المفتي، الحافظ، الناقد، محدث الوقت، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، خاتمة الحفاظ، صاحب التصانيف منها: التاريخ، شرف أصحاب الحديث، السابق واللاحق وغير ذلك. توفي سنة ٤٦٣ هـ، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٧٠ - ٢٩٧.
(٨) لا يوجد هذا الحديث في النسخة المطبوعة من السابق واللاحق، قال محقق الكتاب: هناك بعض النصوص منقولة من السابق واللاحق ولم أجدها في النسخة التي بين يدي وقد نص ناقلوها إنها من السابق واللاحق، ولم أستطع أن أعرف الموضع الذي سقطت منه بالتحديد، فأحببت أن أجعلها في ملحق للكتاب، وذكر منها: حديث عائشة في حجة الوداع المذكور. انظر: السابق واللاحق للخطيب البغدادي (٣٧٧ - ٣٧٨).
(٩) أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين، الشيخ الصدوق الحافظ، العالم صاحب التفسير الكبير، قال الخطيب البغداد: قال محمد بن عمر الداودي: رأيته يومًا اجتمع مع الحسن الدارقطني فلم ينطق بكلمة هيبة وخوفًا أن يخطئ بحضرة أبي الحسن، وقال: سمعت ابن شاهين يقول: أنا أكتب ولا أعارض، وكذا حكى عنه البرقاني، قال البرقاني: فلذلك لم أستكثر زهدًا فيه توفي سنة ٣٨٥ هـ، انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١١/ ٢٦٨؛ سير أعلام النبلاء ١٦/ ٤٣١.
(١٠) في (الأصل): عمر بن الشاهين، والتصويب من (ع، ظ، مصدر الترجمة).
(١١) ناسخ الحديث ومنسوخه لعمر بن شاهين ص (٤٨٩ - ٤٩٠).
(١٢) في (ظ): في هذا الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>