للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرَّج البزار في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم" (١).

[فصل]

قوله: "ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم" يعني أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدها بنو آدم لكانت جزءًا من أجزاء جهنم المذكورة، وبيانه: أنه لو جمع حطب الدنيا فوقد كله حتى صار نارًا لكان الجزء الواحد من أجزاء نار (٢) جهنم الذي هو من سبعين جزءًا أشد من حر (٣) نار الدنيا كما بينه آخر الحديث.

وقوله: "إن كانت لكافية": إن هنا مخففة من الثقيلة عند البصريين، نظيره: ﴿وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾ [البقرة: ١٤٣]، أي أنها كانت كافية فأجابهم النبي أنها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين، فضلت عليها أيضًا في شدة الحر بتسعة وستين ضعفًا.

وقال كعب الأحبار (٤): والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق وكانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخرك من شدة حرها، يا قوم هل لكم بهذا قرار أم لكم على هذا صبر، يا قوم طاعة الله أهون عليكم من هذا فأطيعوه (٥).


(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: ١٠/ ٣٩١: رواه أبو يعلى عن شيخه إسحاق ولم ينسبه فإن كان ابن راهويه فرجاله رجال الصحيح وإن كان غيره فلم أعرفه.
(٢) (نار): ليست في (ظ).
(٣) في (الأصل): حار، والتصويب من (ع، ظ).
(٤) ذكره أبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٧٢.
(٥) من قوله: وقال كعب الأحبار إلى هذا الموضع تقدم في (ع، ظ) قبل بداية الفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>