للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عنه ابن فرحون المالكي (١): "جمع في تفسير القرآن كتابًا كبيرًا في اثني عشر مجلدًا سماه: كتاب جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآي القرآن، وهو من أجلِّ التفاسير وأعظمها نفعًا، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الأدلة وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ، وله شرح أسماء الله الحسنى، وكتاب التذكار في أفضل الأذكار، وضعه على طريقة التبيان للنووي، لكن هذا أتم منه وأكثر علمًا، وكتاب التذكرة بأمور الآخرة مجلدين، وكتاب شرح التقصي، وكتاب قمع الحرص بالزهد والقناعة ورد ذل السؤال بالكتب والشفاعة (٢) لم أقف على تأليف أحسن منه في بابه، وله أرجوزة جمع فيها أسماء النبي ، وله تآليف وتعاليق مفيدة غير هذه" (٣).

وقال عنه ابن العماد الحنبلي (٤): "كان إمامًا علَمًا من الغواصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد النقل".

وتتأكد مكانة المؤلف العلمية، ومكانة مصنفاته من خلال نقول أهل العلم من مصنفاته فعلى سبيل المثال: نقل الحافظ ابن حجر من كتاب التذكرة للقرطبي أربعة وعشرين نصًا في كتابه فتح الباري (٥)، رحم الله الجميع.

[المطلب الثاني شيوخ المؤلف]

يمكننا أن نُقَسِّمَ شيوخ المؤلف إلى قسمين: قسم روى عنهم في قرطبة، وقسم روى عنهم في مصر.


(١) أبو الوفا إبراهيم بن علي بن فَرْحون اليعمري، المالكي، تفقه وبرع وصنف وجمع، توفي في سنة ٧٩٩ هـ، شذرات الذهب لابن العماد ٨/ ٦٠٨.
(٢) هكذا جاء اسم الكتاب في الديباج، وسيأتي في ص (٤١) التنبيه إلى التحريف في كلمتي (الكتب والشفاعة) والصواب: الكسب والصناعة.
(٣) في الديباج المذهب ٢/ ٣١٧.
(٤) في شذرات الذهب ٧/ ٥٨٤ - ٥٨٥.
(٥) انظر: ص (٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>