يدور موضوع الكتاب على أحوال الموتى وما يتعلق بها من أمور الآخرة، ورتب المؤلف موضوعه ترتيبًا راعى فيه تسلسل الموضوعات، حيث قسمه بالاستقراء إلى أربع وحدات موضوعية كبيرة:
فالوحدة الأولى شملت: الموت ومقدماته، ثم القبر وعذابه ونعيمه وما ينجي منه إلى نفخ البعث.
الوحدة الثانية: تبدأ بالبعث والنشور والنفخ في الصور، والحشر والموقف وأهواله وما ينجي منه.
والوحدة الثالثة: في دخول أهل الجنة الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم المقيم، وفي دخول أهل النار النار وما أعد لأهلها من العذاب الأليم.
- ثم الوحدة الرابعة والأخيرة: في ذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة. وهذا القسم الأخير كان حقه أن يأتي في الترتيب أولًا؛ لأنه من علامات يوم القيامة وهو يسبق البعث والنشور، ولم يذكر المؤلف سببًا لتأخير أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة لتكون آخر أبواب الكتاب، والذي ظهر لي والله أعلم أن المؤلف راعى في ذلك الترتيب الوعظي وهو: الموت ومقدماته، ثم يُدخل الميت مباشرة بعد موته إلى القبر، ثم بعد القبر يأتي البعث والحساب ثم دخول الجنة أو النار؛ لذا لم يجد المؤلف بُدًّا من جعلها في آخر الكتاب، ولا يمكنه الاستغناء عنها؛ لأنها من علامات اليوم الآخر.
[منهج المؤلف في كتابه]
ذكر المؤلف منهجه في مقدمة كتابه فقال: "نقلْتُه مِن كُتبِ الأئمّةِ، وثِقاتِ أعْلامِ هذه الأمّة حسْبَ ما رأيْتُه أوْ رويْتُه، وستَرى ذلِك مَنْسُوبًا مُبَيّنًا، إِنْ شاء الله تعالى، وبوّبتُه بابًا بابًا، وجعلت عَقِبَ كل بابٍ فَصْلًا أَوْ فَصُولًا نَذْكرُ فيه ما يُحتاج إليه مِن بيانِ غريبٍ، أو فقْهٍ في حدِيثٍ، أو إيضاح مُشكِلٍ؛ لِتَكْمُل فائدتُه، وتَعْظم منْفَعَتُهُ.