للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاهد (١) في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يا رسول الله أفلا (٢) نبشر الناس؟ قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه في أوسط الجنة وأعلا الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة"، خرجه ابن ماجه (٣) أيضًا وغيره (٤).

وقال أبو حاتم البُسْتي (٥): "معنى قوله: أوسط الجنة، يريد أن الفردوس في وسط الجنان في العرض، وهو أعلى الجنة يريد في الارتفاع" (٦).

وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأعلاها وأفضلها وأرفعها (٧).

[وقد قيل: إن الفردوس اسم يشمل جميع الجنة، كما أن جهنم اسم لجميع النيران كلها؛ لأن الله تعالى مدح في أول سورة المؤمنين أقوامًا وصفهم، ثم قال: ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)[المؤمنون: ١١] ثم أعاد ذكرهم في سورة المعارج فقال: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥)[المعارج: ٣٥]، فعلمنا أن الفردوس جنات لا جنة واحدة، قاله وهب بن منبه] (٨).

[باب ما جاء أن الخمر شراب أهل الجنة ومن شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة وفي لباس أهل الجنة وآنيتهم]

النسائي (٩) عن أبي هريرة أن النبي قال: "من لبس الحرير في


(١) في (الأصل): هاجر، والتصويب من (ظ، م، البخاري).
(٢) في (الأصل): فلا، والتصويب من (ظ، م، البخاري).
(٣) في سننه ٢/ ١٤٤٨، ح ٤٣٣١.
(٤) ابن حبان في صحيحه ١٠/ ٤٧٢، ح ٤٦١١؛ وأحمد في مسنده ٢/ ٣٣٩، ح ٨٤٥٥.
(٥) محمد بن حِبّان بن أحمد، أبو حاتم البستي، الإمام الحافظ، صاحب الكتب المشهورة منها: المسند الصحيح، والتاريخ، والضعفاء، وغير ذلك، توفي سنة ٣٥٤ هـ، ١٦/ ٩٢.
(٦) قاله في صحيحه ١٠/ ٤٧٢.
(٧) ذكره الطبري في تفسيره ١٦/ ٢٦؛ وقد رفعه الترمذي في جامعه من رواية قتادة عن أنس بن مالك ٥/ ٣٢٧، ح ٣١٧٤.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٩) في السنن الكبرى ٤/ ١٩٥، ح ٦٨٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>