للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعّده الله من النار خنادق، ما بين كل خندق مسيرة مائة عام"] (١). (٢).

وثبت (٣) في الصحيحين (٤) عن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله يقول: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل". لفظ مسلم. وقد تقدم بأكمل من هذا (٥).

وفي كتاب أبي داود (٦) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم بُوعِدَ من جهنم سبعين خريفًا". قلت: يا أبا حمزة وما الخريف؟ قال: العام.

[باب ما جاء في جهنم وأنها أدراك ولمن هي]

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: ١٤٥] فالنار دركات سبعة أي طبقات ومنازل، وإنما قال: أدراك ولم يقل: درجات؛ لاستعمال العرب لكل ما تسافل: أدراك (٧)، ولِمَا تَعَالى: درج، فيقول: للجنة، درج، وللنار: أدراك، فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار وهي الهاوية؛ لغلظ كفره، وكثرة غوائله، وتمكنه من أذى المؤمنين.

ابن وهب قال: حدّثني ابن زيد قال: قال كعب الأحبار: إن في النار لبئرًا ما فتحت أبوابها بعد مغلقة، ما جاء على جهنم يوم منذ خلقها الله تعالى إلا تستعيذ بالله من شر ما في تلك البئر؛ مخافة إذا فتحت تلك البئر أن يكون فيها عذاب الله ما لا طاقة لها ولا صبر لها (٨) عليه وهي الدرك الأسفل من النار.


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٢) جاء في هذا الموضع من (ع، ظ) قول المؤلف: وفي كتاب أبي داود عن أنس … ، الذي تأخر في الأصل بعد عدة أسطر.
(٣) (ثبت): ليست في (ع، ظ).
(٤) في البخاري ٢/ ٥١٢، ح ١٣٤٧؛ ومسلم ٢/ ٧٠٤، ح ١٠١٦.
(٥) وعبارة: (وقد تقدم بأكل من هذا): ليست في (ع، ظ) وانظر ص (٦٣٥).
(٦) في سننه ٣/ ١٨٥، ح ٣٠٩٧، ضعفه الألباني، انظر: ضعيف أبي داود ص (٣١٥ - ٣١٦)، ح ٦٨٢.
(٧) في (ظ): درك.
(٨) (لها): ساقطة من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>