للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمدارسة وسائر أصناف المعاملة، فاتق الله في مظالم العباد بأخذ أموالهم والتعرض لأعراضهم وأبشارهم وتضييق قلوبهم وإساءة الخُلُق في معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله خاصة المغفرة إليه أسرع، ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم [فليكثر من حسناته ليوم القصاص وليسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص] (١) من حيث لا يطلع عليه إلا الله تعالى، فعساه يقربه ذلك إلى الله فينال به لطفه الذي ادخره لأربابه (٢) المؤمنين في دفع مظالم العباد عنهم بإرضائه إياهم على ما يأتي (٣) بيانه في باب إرضاء الخصوم بعد هذا إن شاء الله تعالى.

[فصل]

قوله [في الحديث] (٤): "فيناديهم بصوت"، استدل به من قال بالحرف والصوت وأن الله يتكلم بذلك - تعالى الله عما يقوله المجسمون (٥) والجاحدون علوًا كبيرًا - وإنما يحمل النداء المضاف إلى الله تعالى على نداء بعض الملائكة المقربين بإذن الله تعالى وأمره، ومثل ذلك سائغ (٦) في الكلام غير مستنكر أن يقول القائل: نادى الأمير وبلغني نداء الأمير كما قال تعالى (٧): ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ﴾ [الزخرف: ٥١]، وإنما المراد نادى المنادي عن أمره وأصدر نداءه


(١) ما بين المعقوفتين من (ع)، وهو سقط في الأصل و (ظ).
(٢) في (الأصل): لأرباب، وتصويبه من (ع، ظ).
(٣) ص (٦٦٠).
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٥) قال ابن أبي العز الحنفي: قال خلق كثير من أئمة السلف: علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة فإنه ما من أحد من نفاة شيء من الأسماء والصفات إلا يسمي المثبت لها مشبهًا، فمن أنكر الصفات وقال إن الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا إرادة قال لمن أثبت الصفات أنه مشبه وأنه مجسم، ولهذا كتبُ نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة - والأشاعرة - والرافضة ونحوهم كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة. ا. هـ. مختصرًا من شرح العقيدة الطحاوية ١/ ٨٦.
(٦) في (ظ): شائع.
(٧) (كما قال تعالى): ليست في: (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>