للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب جُعل في أول هذه الأمة عافيتها وفي آخرها بلاؤها

مسلم (١) عن عبد الله بن عمرو (٢) قال: "كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا منزلًا فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِهِ (٣) إذ نادى منادي رسول الله الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله فقال: إنه لم يكن نبيٌ (٤) قبلي إلا (٥) كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيدفق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل (٦) الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أي يؤتى إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

قال عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة: فدنوت منه فقلت له (٧): أنشدك الله أنت (٨) سمعت هذا من رسول الله ؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه (٩) وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا (١٠) بالباطل ونقتل أنفسنا، والله ﷿ يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ الآية [النساء: ٢٩]، ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ الآية [النساء: ٢٩]، فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.


(١) في صحيحه ٣/ ١٤٧٢، ح ١٨٤٤.
(٢) في (ظ): عمر.
(٣) شرحها المصنف بأنها المال من المواشي، كما سيأتي في الفصل عقب هذا الباب.
(٤) في (الأصل): نبيًا، وما أثبته من (ع، ظ، صحيح مسلم).
(٥) (إلا): ليست في (ظ).
(٦) في (ع، ظ): أو يدخل الجنة، والأصل متوافق مع صحيح مسلم.
(٧) (له): ليست في (ظ).
(٨) في (ظ): أأنت.
(٩) في (الأصل): بيده، وما أثبته من (ع، ظ، وصحيح مسلم).
(١٠) (بيننا): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>