للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[باب]

وقال رسول الله : "يؤمر يوم القيامة بأناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، نودوا أن أصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها، فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت لأوليائك كان أهون علينا، قال ذلك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بي بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين، تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتكم من الثواب. ذكره أبو حامد (١)] (٢).

[باب ما جاء في ميراث أهل الجنة منازل أهل النار]

جاء في الخبر عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: "إن الله تعالى جعل لكل إنسان مسكنًا في الجنة ومسكنًا في النار، فأما المؤمنون فيأخذون منازلهم ويرثون منازل الكفار يجعل الكفار في منازلهم في النار"، خرَّجه ابن ماجه (٣) بمعناه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "ما منكم من أحد (٤) إلا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار وورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠)[المؤمنون: ١٠] إسناد صحيح.

قلت: وهذا بيِّن في أن لكل إنسان منزلًا في النار ومنزلًا في الجنة كما


(١) في إحياء علوم الدين ٤/ ٥٣٤.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٣) في سننه ٢/ ١٤٥٣، ح ٤٣٤١؛ والبيهقي في شعب الإيمان ١/ ٣٤٢، صححه الألباني، انظر: صحيح ابن ماجه ٢/ ٤٣٨، ح ٩٦٩.
(٤) (من أحد): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>