للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرمانة لتثقل بالجمل حتى إن الحي ليعبر بالميت فيقول: قم فانظر ما أنزل الله من البركة، وإن عيسى يتزوج بامرأة من آل فلان ويرزق منها ولدين أحدهما محمد والآخر موسى عليه وعليهما السلام ويكون الناس معه على خير وفي خير زمان وذلك أربعون سنة، ثم يقبض الله روح عيسى ويذوق الموت، ويدفن إلى جانب النبي في الحجرة، ويموت خيار الأمة ويبقى الأشرار في قلة من المؤمنين، فذلك قوله "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ" (١).

وقد قيل إنه يدفن بالأرض المقدسة مدفن الأنبياء والله أعلم] (٢).

[فصل]

ذهب قوم إلى [أن] (٣) بنزول (٤) عيسى يرتفع (٥) التكليف لئلا يكون رسولًا إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم، وهذا مردود بالأخبار التي ذكرناها (٦) من حديث أبي هريرة، وغيره، [وبقوله تعالى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠]، وقوله : "لا نبي بعدي" (٧)، وقوله: "وأنا العاقب" (٨)، يريد آخر الأنبياء وخاتمهم، وإذا كان ذلك فلا يجوز أن يتوهم عيسى ينزل نبيًا بشريعة متجددة غير شريعة نبينا محمد ، بل إذا نزل فإنه يكون يومئذٍ من أتباع محمد كما أخبر حيث قال لعمر: "لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي" (٩)] (١٠).


(١) رواه مسلم في صحيحه ١/ ١٣٠، ح ١٤٥.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في (ظ): ينزل.
(٥) في (ظ): يرفع.
(٦) في (ع، ظ): ذكرنا.
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه ٣/ ١٢٧٣، ح ٣٢٦٨؛ ومسلم ٣/ ١٤٧١.
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه ٣/ ١٢٩٩، ح ٣٣٣٩؛ ومسلم ٤/ ١٨٢٨، ح ٢٣٥٤.
(٩) أخرجه أحمد في مسنده ٣/ ٣٨٧، ح ١٥١٩٥؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٥/ ٣١٢، ح ٢٦٤٢١؛ والبيهقي في شعب الإيمان ١/ ٢٠٠، ح ١٧٦، إسناده ضعيف، انظر: حاشية مسند أحمد ٢٣/ ٣٤٩، ح ١٥١٥٦.
(١٠) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>