للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: هذا فداؤك من النار" (١).

قلت: هذان الحديثان وإن كان إسنادهما ليس بالقوي، قال الدارقطني: جبارة بن المغلس متروك، فإن معناهما صحيح بدليل حديث مسلم (٢) عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : "إذا كان يوم القيامة دفع الله ﷿ لكل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار".

وفي رواية أخرى (٣): "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه من النار يهوديًا أو نصرانيًا. فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات: أن أباه حدثه عن رسول الله ، قال: فحلف له" (٤).

[فصل]

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذه الأحاديث ظاهرها الإطلاق والعموم وليست كذلك، فإنما في ناس مذنبين، تفضل الله عليهم برحمته ومغفرته فأعطى كل واحد منهم فكاكًا من النار من الكفار، فاستدلوا بحديث أبي بردة عن أبيه عن النبي قال: "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى"، خرجه مسلم (٥) عن محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد قال: حدثني حرمي بن عمارة قال: حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة.

قالوا: ومعنى فيغفرها لهم أي يسقط المؤاخذة عنهم بها حتى كأنهم لم يذنبوا.


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه ٢/ ١٤٣٤، ح ٤٢٩٢، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٤٢٧، ٣٤٦٤.
(٢) في صحيحه ٤/ ٢١١٩، ح ٢٧٦٧.
(٣) أخرجها مسلم في صحيحه ٤/ ٢١١٩، ح ٢٧٦٧.
(٤) (قال: فحلف له): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٥) في صحيحه ٤/ ٢١٢٠، ح ٢٧٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>