للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبرار (١)، وخرّجه (٢) أبو نعيم الحافظ (٣) بإسناده من حديث مالك بن أنس عن عمه نافع بن مالك عن أبيه (٤) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بالجار السوء".

[فصل]

قال علماؤنا (٥): ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين، ومدافن أهل الخير، فتدفنه معهم، وتنزله بإزائهم، وتسكنه في جوارهم تبركًا بهم (٦)، وتوسلًا إلى الله ﷿ بقربهم (٧)، وأن تتجنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته، والتألم بمشاهدة حاله حسب ما جاء في الحديث.

وروي (٨) أن امرأة دفنت بقرطبة (٩) فأتت أهلها في النوم فجعلت تعتبهم وتشكوهم وتقول: ما وجدتم أن تدفنوني إلا إلى (١٠) فرن الجير، فلما أصبحوا نظروا


(١) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار للزمخشري ٤/ ١٧٩.
(٢) في (ع): وأخرجه.
(٣) في الحلية ٦/ ٣٥٤، قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلا من حديث شعيب، وقال ابن عراق: لا يصح، تنزيه الشريعة ٢/ ٣٧٣؛ وقال الألباني: موضوع، ضعف الجامع الصغير وزيادته ص (٣٨)، ح ٢٦٣.
(٤) (عن أبيه): ليست في (ظ)، وفي الحلية: مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة.
(٥) القائل هو: أبو محمد عبد الحق في كتابه العاقبة ص (٢١٩).
(٦) التبرك بالمخلوقين من ذرائع الشرك، فالذي يبارك في الأشياء هو الله رب العالمين، فيطلب حصول البركة منه ، وما ورد من تبرك الصحابة بآثار النبي فهو من خصائصه بدليل أن التابعين لم يتبركوا بآثار الخلفاء الراشدين أو بأحد من الصحابة رضوان الله عليهم.
(٧) إن أراد بالتوسل إلى الله تعالى بقربهم أي بمحبتهم لكونهم يتوسم فيهم الصلاح فهذا توسل مشروع، وأما إن أراد به أنهم يقربونه إلى الله زلفى فهذا التوسل ممنوع.
(٨) في (ع، ظ): ويروى.
(٩) في (ع): بقرطبة أعادها الله.
(١٠) في (ظ): إلا في.

<<  <  ج: ص:  >  >>