للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يروا في ذلك الموضع كله ولا بقربه فرن جير، فبحثوا وسألوا عمن كان مدفونًا بإزائها فوجدوه رجلًا سيافًا (١) كان لابن عامر (٢) وقبره إلى قبرها، فأخرجوها من جواره. ذكر هذا أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له (٣).

وعن أعرابي أنه قال لولده: ما فعل الله بك؟ قال: ما ضرّني إلا أني دفنت بإزاء فلان وكان فاسقًا، قد روعني ما يعذب به من أنواع العذاب.

وروى أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد الختلي (٤) في كتاب الديباج (٥) له، وحدثني (٦) أبو الوليد رباح بن الوليد الموصلي قال: وحدثت (٧) عن عبد الملك بن عبد العزيز عن طاووس بن ذكوان اليماني (٨) أنه أخبرهم أنه قدم حاجًا فمرّ بالأبطح عند المقابر مع رفقاء (٩) له، فقال: بينما أنا أصلي في جوف الليل وعلي برد لي أحرش (١٠) أخذته باليمن بسبعين دينارًا (١١) وقبر قريب مني محفور إذ رأيت شمعًا قد أقبل به مع (١٢) جنازة، فإذا قائل يقول


(١) في (ظ): فوجدوا سيافًا.
(٢) كذا في جميع النسخ ومصدر المصنف، وأما مصادر الترجمة ففيها: محمد بن أبي عامر، أبو عامر، الملقب بالمنصور، أمير الأندلس في زمانه، وإليه تنسب الدولة العامرية، توفي سنة ٣٩٣ هـ، انظر: جذوة المقتبس للحميدي ص (٧٣ - ٧٤)؛ والبيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمَغْرِب لابن عذارى المراكشي ٢/ ٢٥٤.
(٣) العاقبة ص (٢٢٠).
(٤) المحدِّث إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم الخُتلي، نزيل بغداد، صنف كتاب الديباج وفيه أشياء منكرة، توفي سنة ٢٨٣، السير ١٣/ ٣٤٢.
(٥) الكتاب المطبوع ناقص، ولم أجد فيه هذا النص، انظر ص (٥٨).
(٦) من هذا الموضع بياض في بعض الكلمات والأحرف في الأصل.
(٧) في (ظ): وحدثني.
(٨) في جميع النسخ: طاووس بن ذكوان اليماني، والصحيح أنه: طاووس بن كيسان اليماني، فقيه اليمن سمع من زيد بن ثابت وعائشة ولازم ابن عباس، توفي سنة ١٠٦ هـ، السير ٥/ ٣٨.
(٩) في (ظ): رفاق.
(١٠) فيه خشونة، الصحاح للجوهري ٣/ ١٠٠٠.
(١١) من بعد قوله: وحدثني أبو الوليد رباح … وإلى هذا الموضع يوجد بياض في بعض الكلمات، بينتها من النسخ الأخرى.
(١٢) في (ظ): أقبل معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>