للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مجاهد: يحول وجهه في موضع قفاه، فيقرأ كتابه كذلك (١).

فتوهم نفسك إن كنت من السعداء وقد خرجت على الخلائق مسرور الوجه قد حل بك الكمال والحسن والجمال، [و] (٢) كتابك (٣) في يمينك، أخذ بضبعيك ملك ينادي على رؤوس الأشهاد هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، وأما إن كنت من أهل الشقاء فيسود وجهك وتتخطى الخلائق، وكتابك في شمالك أو من وراء ظهرك تنادي بالويل والثبور، وملك آخذ بضبعيك ينادي على رؤوس الخلائق ألا إن فلان بن فلان قد شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا (٤).

قلت: قوله: ألا إن فلان فلان (٥) بن فلان دليل على [أن] (٦) الإنسان يدعى في الآخرة باسمه واسم أبيه، وقد جاء صريحًا من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم"، خرجه أبو نعيم (٧) الحافظ قال: ثنا عمرو بن حمدان قال: ثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: هشيم عن داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا (٨) عن أبي الدرداء، فذكره.

باب في قوله تعالى ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦]

الترمذي (٩) عن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوسًا منصوبة على برج


(١) المشهور عن مجاهد قوله: يجعل شماله وراء ظهره فيأخذ كتابه، انظر تفسيره: ص (٧٤٢)؛ والبغوي في تفسيره ٤/ ٤٦٤.
(٢) ما بين المعقوفتين من: (ع، ظ).
(٣) في (ظ): وكتاب.
(٤) ذكر هذا التوهم المحاسبي في كتابه التوهم ص (٦٠).
(٥) نهاية الطمس الذي في الأصل.
(٦) ما بين المعقوفتين من: (ع، ظ).
(٧) في كتابه الحلية ٥/ ١٥٢.
(٨) (بن يحيى قال هشيم عن داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا): ليست في (ع).
(٩) في جامعه ٥/ ٢٢٦، ح ٣٠٠٠؛ والحاكم في مستدركه ٢/ ١٦٣، ح ٢٦٥٥؛ وأبو نعيم في الحلية ٦/ ١٨٢، قال الألباني: حسن صحيح، انظر صحيح سنن الترمذي ٣/ ٣٢، ح ٢٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>