للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكهف من كتاب جامع أحكام القرآن (١) والله أعلم (٢)] (٣).

[فصل]

وأما الثلاث عشرة خصلة فقد ظهر أكثرها من ذلك قوله : "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة"، يريد فتنة (٤) علي ومعاوية (٥) رحمهما الله [بصفين، وقد تقدم الإشارة إليهما] (٦).

قال القاضي أبو بكر بن العربي: هذا (٧) أول خطب طرق في الإسلام (٨).

قلت: بل أول أمر دهم الإسلام موت النبي ثم بعده موت عمر، فبموت النبي انقطع الوحي، وماتت النبوة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه.


(١) ١١/ ٢٩ فقرة ٤٢، استدل المصنف للقول القائل بحياة الخضر في تفسيره ورد به الحديث الصحيح المتقدم بأنه عام مخصوص ودلل عليه ببقاء عيسى ابن مريم وبقاء الدجال كما في حديث الجساسة.
قلت: أما بقاء عيسى وبقاء الدجال فمما ورد فيهما النص، وأما الخضر فلم يرد في حياته نص صحيح، بل لو كان حيًا لأخبر عنه الصادق المصدوق كما أخبر بنزول عيسى وبوجود الدجال، كذلك لو كان حيًا لوجبت عليه مبايعته والهجرة إليه، قال ابن القيم : الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد. كذلك لو كان حيًا لكان جهاده الكفار، ورباطه في سبيل الله وحضوره الجمعة والجماعة، وتعليمه العلم أفضل بكثير من سياحته بين الوحوش في الفلوات وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له، انظر: في المنار المنيف ص (٧٥، ٨٢).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والذي عليه العلماء المحققون أنه مات، انظر: منهاج السنة النبوية له ٤/ ٩٤.
(٢) في (ظ): والله أعلم والحمد لله.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في (ع): يريد فئة.
(٥) في (ظ): يريد به علي ومعاوية.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) في (ع، ظ): وهذا.
(٨) لم أهتد إلى موضع قوله فيما وقفت عليه من كتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>