للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول العبد الفقيرُ إلَى رَبِّهِ، المتَنَصِّلُ مِن ذنبِهِ، الراجِي رَحمَةَ رَبِّهِ: محمد بن أحمد (١) بن أبي بكرِ بن فَرْحٍ (٢) الأنصاريُّ الخزرجيُّ، الأندلسيُّ، ثم القُرْطِبيُّ، غَفَرَ الله له، ولوالديه، ولجميع المسلمين (٣) أجمعين (٤) آمين:

الحمدُ للهِ العليِّ الأعلَى، الوليِّ المولَى، الذي خَلَقَ فَأَحْيى (٥)، وحَكَمَ على خَلْقِه بالموتِ، والفَناءِ، والبعْثِ إلى دار الجزاء، والفَضْل والقَضاءِ؛ لتُجزى كلُّ نَفْسٍ بما تَسْعَى كما قال في كتابه (٦) جَلَّ وَعَلَا: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ [طه: ٧٤ - ٧٦]، وبعد:

فإني رأيتُ أنْ أَكتُبَ كِتابًا وجيزًا؛ يكون تَذْكِرةً لِنَفْسِي وعملًا صالحًا بعد موتي في ذِكْرِ الموتِ، وأحوال الموتى، وذِكْرِ الحشر، والنشر، والجنّة،


(١) في (ع، ظ): أبو عبد الله محمد بن أحمد، وكنية المصنف ليست في الأصل، ومسودته: (م).
(٢) هكذا جاء الاسم مضبوطًا في (م)، وضبطه أيضًا صاحب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية بقوله: فرح بفتح الفاء وسكون الراء، ص (١٩٧) رقم الترجمة ٦٦٦، وفي (ظ): فرح، وفي الأصل و (ع) فرج، والذي يظهر والعلم عند الله أن فرح تصحفت إلى فرج حيث ظن بعض النساخ أن السكون الذي على الراء هو نقطة الجيم.
(٣) إلى هذا الموضع يتوافق الأصل مع (م)، وفي (ع، ظ) ألقاب وأوصاف تدل على أنها من تصرف النساخ.
(٤) (أجمعين): ليست في (ع، ظ).
(٥) في (ع): وأحيى.
(٦) (في كتابه): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>