للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التكبيرة سوى الشهادة التي هي شهادة الحق التي هي الإيمان بالله تعالى كما قررناه، فشفاعة النبي والملائكة والنبيين والمؤمنين لمن كان له عمل زايد على مجرد التصديق ومن لم يكن معه من الإيمان خير، من الذين يتفضل الله عليهم فيخرجهم من النار فضلًا وكرمًا وعدًا حقًّا منه وكلمة صدقًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]، فسبحان الرؤوف بعباده الموفي (١) بعهده.

[فصل]

قلت: جاء في حديث أبي سعيد قال: "فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم"، وفي حديث أبي هريرة : يكتب على جباههم عتقاء الرحمن"، وهذا تعارضٌ.

ووجه الجمع بين الحديثين: أن يكون بعضهم سيماهم في وجوههم وبعضهم سيماهم في رقابهم. وقد جاء من حديث جابر وفيه: بعد إخراج الشافعين: ثم يقول الله : "أنا الله أُخرج بعلمي ورحمتي، فيخرج أضعاف ما خرجوا وأضعافهم ويكتب في رقابهم: عتقاء الله ﷿، فيدخلون الجنة فيسمون فيها بالجهنميين (٢) " (٣).

قلت: وقد يعبر بالرقبة عن جملة الشخوص (٤)، قال الله تعالى: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ [النساء: ٩٢]، وقال : "ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها" (٥). وقد تعبر العرب بالرقاب عن جملة المال كما قال الشاعر:

عمر الردى إذا تبسم ضاحكا … علقت لضحكته رقاب المال


(١) (الأصل): الوفي، والتصويب من (ع، ظ)؛ لأن الفعل رباعي، ويكون اسم الفاعل منه على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(٢) في (ع، ظ) الجهنميين.
(٣) أخرج نحوه ابن حبان في صحيحه ١/ ٤١٠، ح ١٨٣.
(٤) في (ع، ظ): الشخص.
(٥) جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه ٤/ ١٨٩٧، ح ٤٦٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>