للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إذا أراد الله انقضاء (١) الدنيا وتمام لياليها وقربت النفخة خرجت نار من قعر عدن تسوق (٢) الناس إلى المحشر تبيت معهم وتقيل ويجتمع الخلق إلى المحشر (٣) الجن والإنس والدواب والوحش والسباع والطير والهوام وخشاش الأرض وكل من روح، فبينما الناس قيام في أسواقهم يتبايعون وهم مشتغلون بالبيع والشراء إذا (٤) بهدة عظيمة من السماء يصعق منها نصف الخلق فلا يقومون من صعقتهم مدة ثلاثة أيام، والنصف الآخر من الخلق تذهل عقولهم فيبقون (٥) مدهوشين قيامًا على أرجلهم وذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ﴾ [ص: ١٥]، فبينما هم كذلك إذا هدة أخرى أعظم من الأولى غليظة فظيعة كالرعد القاصف، فلا يبقى على وجه الأرض أحد إلا مات كما قال ربنا جلا وعلا: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨]، فتبقى الدنيا بلا آدمي ولا جني ولا شيطان، ويموت جميع من في الأرض من الهوام والوحوش والدواب وكل شيء له روح، وهو الوقت المعلوم الذي كان بين الله سبحانه وبين إبليس الملعون.

[باب ما جاء في خراب الأرض والبلاد قبل الشام]

ومدة بقاء المدينة خرابًا قبل يوم القيامة

[وفي علامة (٦) ذهاب الدنيا ومثالها وفي أول ما يخرب منها] (٧)

روى من حديث حذيفة بن اليمان عن النبي أنه قال: "ويبدأ الخراب في أطراف الأرض (٨) حتى تخرب مصر ومصر آمنة من الخراب، حتى تخرب البصرة، وخراب البصرة من العراق، وخراب مصر من جفاف النيل،


(١) في (ع، ظ): بانقراض.
(٢) في (ع): تسوق.
(٣) في (ع، ظ): حتى يجتمع الخلق بالمحشر.
(٤) في (ع، ظ): إذا هم.
(٥) في (ع): فيبقوا.
(٦) في (ظ): علامات.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٨) في (ظ): أطراف عمارة الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>