للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عزيز رأسه في السُّها (١) … ومن ذليل وجهه في التخوم (٢)

ومن صحيح شيّدت أركانه … وآخر واهي المباني سقيم

كل على منهاجه سالك … ذلك تقدير العزيز العليم

وقال الربيع (٣): سئل الشافعي عن القدر فأنشأ يقول (٤):

ماشئت كان وإن لم أشأ … وما شئتُ إِنْ لم تشأ لم يكن

خلقت العبادَ على ما علمت … ففي العلم يجري الفتى والمسن

على ذا مننت وهذا خذلتَ … وهذا أعنتَ وذا (٥) لم تُعِن

فمنهم شقي ومنهم سعيد … ومنهم قبيح ومنهم حسن (٦)

[باب ما جاء في رسل الموت قبل الوفاة]

ورد في الخبر: "أن بعض الأنبياء قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك؛ ليكون الناس على حذر منك؟ قال: نعم والله لي (٧) رسل كثيرة من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم (٨)، وتغير السمع، والبصر، فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك ولم يتب وإن قبضته ناديته: ألم أقدم إليك رسولًا بعد رسول ونذيرًا بعد نذير؟ فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول، وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير (٩)، فما من يومٍ تطلع فيه شمس ولا


(١) السُها: كوكب خفي، الصحاح ٦/ ٢٣٨٦.
(٢) التخوم: معالم الأرض، وحدودها، انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ١٨٣.
(٣) الربيع بن سليمان المرادي، أبو محمد، الفقيه، صاحب الشافعي وناقل علمه، توفي سنة ٢٧٠ هـ، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٨٧.
(٤) ذكر البيهقي في كتابه الاعتقاد ص (١٦٢)؛ واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٤/ ٧٠٢، ونسباه إلى الإمام الشافعي.
(٥) في (ع): هذا.
(٦) في (ع): زيادة بيت:
ومنهم غني ومنهم فقير … وكل بأعماله مرتهن
(٧) في (ع، ظ): لي والله.
(٨) في (ع، ظ): الهرم، وهو أقرب للسياق.
(٩) من قوله: فأنا الرسول .. إلى هذا الموضع ليس في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>