للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غير رجل، والمشي بالرجل أيضًا مستبعد عند من لم يشاهد ذلك، فإياك أن تنكر شيئًا من عجائب يوم القيامة لمخالفتها قياس الدنيا فإنك لو لم تشاهد عجائب الدنيا ثم عرضت عليك قبل المشاهدة لكنت أشد إنكارًا لها، فأحضر رحمك الله في قلبك صورتك وأنت قد وقفت عاريًا ذليلًا، مدحورًا، متحيرًا، مبهوتًا، منتظرًا لما يجري عليك من القضاء (١) بالسعادة أو بالشقاء.

باب بيان الحشر إلى الموقف (٢) كيف هو وفي أرض المحشر (٣)

وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٤١)[ق: ٤١] (٤)

أبو نعيم (٥) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا محمد قال: ثنا عبد الرزاق قال: أنبأ المنذر (٦) بن النعمان أنه سمع وهب بن منبه يقول: قال الله تعالى لصخرة بيت المقدس: لأضعن عليك عرشي [و] (٧) لأحشرن عليك خلقي وليأتينك يومئذ داود راكبًا.

وقال بعض العلماء (٨): في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٤١)﴾ قال: إنه ملك قائم على صخرة ببيت المقدس فينادي أيتها (٩) العظام البالية، والأوصال، المنقطعة ويا عظامًا نخرة (١٠) ويا أكفانًا فانية، ويا قلوبًا خاوية، ويا أبدانًا فاسدة ويا عيونًا سائلة، قوموا لعرض رب العالمين.

قال قتادة: المنادي هو صاحب الصور ينادي من الصخرة من بيت المقدس (١١).


(١) في (الأصل): القضايا، والتصويب من (ع، ظ).
(٢) (إلى الموقف): ليست في (ظ).
(٣) (ع، ظ): وذكر الصخرة، والأصل يتوافق مع مسودة المؤلف.
(٤) في (ع، ظ): الآية.
(٥) الحلية ٤/ ٦٦.
(٦) في (ع): أخبرنا المنذر.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الحلية).
(٨) ذكره الطبري في تفسيره ٢٦/ ١٨٣ عن كعب الأحبار.
(٩) في (ظ): يا أيتها.
(١٠) في (ظ): ناخرة.
(١١) في (ظ): من صخرة ببيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>