للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال كعب: وهي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلًا، [وقيل: باثني عشر ميلًا] (١)، ذكره القشيري (٢)، والأول ذكره الماوردي (٣).

وقيل: إن المنادي جبريل، والله أعلم.

قال عكرمة (٤): ينادي منادي الرحمن وكأنما ينادي في آذانهم: ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ﴾ يريد النفخ في الصور، ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ [ق: ٤٢] ﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا﴾ إلى المنادي صاحب الصور إلى بيت المقدس أرض المحشر: ﴿ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ﴾ [ق: ٤٤]، أي: هين سهل.

فإن قيل (٥): فإذا كانت الصيحة للخروج فكيف يسمعونها وهم أموات؟

قيل له: إن نفخة الإحياء تمد (٦) وتطول فيكون أوائلها للأحياء وما بعدها للإزعاج من القبور فلا يسمعون ما يكون للإحياء ويسمعون ما للإزعاج. ويحتمل أن تتطاول تلك النفخة والناس يحيون منها أولًا فأولًا، وكلما حيي واحد سمع من يحيى به من بعده إلى أن يتكامل الجميع للخروج.

وقد تقدم (٧) أن الأرواح في الصور، فإذا نفخ فيه النفخة الثانية ذهب كل روح إلى جسده، ﴿فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾ أي القبور ﴿إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس: ٥١]، وهذا يبين لك ما ذكرناه (٨) وبالله توفيقنا (٩).

وقال محمد بن كعب القرظي (١٠): يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة، وتطوى السماء، وتتناثر النجوم، وتذهب الشمس والقمر، وينادى مناد فيتبع


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٢) لم أقف على قوله في تفسيره لطائف الإشارات عند تفسير الآية ٦/ ٢٥.
(٣) في تفسيره ٥/ ٣٥٨.
(٤) لم أقف على من ذكر قوله.
(٥) هذا الموضع إلى قوله: يتكامل الجميع للخروج، نقله المصنف من منهاج الدين للحليمي ١/ ٤٤٥.
(٦) في (ع، ظ): تمتد.
(٧) ص (٤٨٧).
(٨) في (ع): ما ذكرنا.
(٩) في (ظ): التوفيق.
(١٠) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>