للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزيد، وما وعدهم به من النعيم، والنظر إذا صح، والحجب إذا ارتفعت لم يكن بين نظر البصر وشهود السر فرق، ولا بين حال الشهود والغيبة بون، فيكون محجوبًا في حال الغيبة بل تتفق الأوقات وتتساوى الأحوال فيكون في كل حال شاهدًا وبكل جارحة ناظرًا، ولا يكون في حال محجوبًا ولا بالغيبة موصوفًا.

حكي عن قيس المجنون أنه قيل له: ندعو لك ليلى؟ فقال: وهل غابت عني فتُدعى، فقيل: أتحب ليلى؟ فقال: المحبة ذريعة الوصلة، وقد وقعت الوصلة، فأنا ليلى، وليلى أنا (١).

باب منه، وبيان قوله تعالى: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾

يحيى بن سلام قال: أخبرني رجل من أهل الكوفة عن داود بن أبي هند عن الحسن قال: قال رسول الله : "إن أهل الجنة لينظرون إلى ربهم في كل يوم (٢) جمعة (٣) على كثيب من كافور لا يرى طرفاه، وفيه نهر جاري حافتاه المسك، عليه جوار يقرؤون القرآن (٤) بأحسن أصوات يسمعها الأولون والآخرون، فإذا انصرفوا إلى منازلهم أخذ كل رجل (٥) منهم (٦) بيد ما شاء منهن، ثم يمرون على قناطر من لؤلؤ إلى منازلهم، فلولا أن الله تعالى يهديهم إلى منازلهم ما اهتدوا إليها، لما يحدث الله لهم في كل جمعة".

وخرّج (٧) عن بكر بن عبد الله المزني قال: إن أهل الجنة ليزورون ربهم في مقدار كل عيد هو لكم، كأنه يقول: في كل سبعة أيام مرة، فيأتون رب


(١) لم يظهر لي وجه الدلالة من هذه الحكاية، وهل يستدل أو يستأنس بمثل حكايات المجانين في أبواب الاعتقاد، وفي الحكايات عبارات تخدم مذهب وحدة الوجود الصوفي.
(٢) (يوم): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع (م).
(٣) بداية قطع في (ع).
(٤) نهاية القطع في (ع).
(٥) في (ظ): كل واحد.
(٦) (منهم): ليست في (ع، ظ، م).
(٧) أي يحيى بن سلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>