للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة (١)، هو في برزخ، والبرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾ [الفرقان: ٥٣] أي حاجزًا، وكذلك هو في الآية وقت الموت إلى البعث فمن مات فقد دخل في البرزخ، ومنه (٢) قوله تعالى: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ﴾ أي: من أمامهم وبين أيديهم.

باب ذكر النفخ الثاني للبعث في الصور (٣)

وكيفية البعث وبيانه وأول من تنشق عنه الأرض وأول من يحيى من الخلق وبيان السن الذي يخرجون عليه من قبورهم وفي لسانهم وبيان قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ [الانشقاق: ٤]

قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ [الأنعام: ٧٣] [وقال] (٤): ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، وقال: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨]، وقال: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)[النبأ: ١٨]، وسماه الله تعالى أيضًا بالناقور في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)[المدثر: ٨].

قال المفسرون: الصور ينقر فيه مع النفخ الأول لموت الخلق على ما يأتي بيانه (٥).

قال الله تعالى مخبرًا عن كفار قريش: ﴿مَا (٦) يَنْظُرُونَ﴾ [يس: ٤٩]، أي ما

ينتظر كفار آخر هذه الأمة الدائنون بدين أبي جهل وأصحابه: ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ يعني النفخة الأولى التي يكون بها هلاكهم: ﴿تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾، أي يختصمون في أسواقهم وحوائجهم، وقال (٧) تعالى: ﴿لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾


= عن أبي موسى الأشعري وعائشة، وغيرهم من الصحابة ، مات سنة ١٠٥ هـ، سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٩٤.
(١) أخرجه هناد في الزهد ١/ ١٩٥، ح ٣١٥.
(٢) (منه): ليست في (ع، ظ).
(٣) في (ع، ظ): في الصور وبيانه.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٥) ص (٤٧٨).
(٦) في (الأصل): وما، وهو خطأ في الآية تصويبه من المصحف، و (ع، ظ).
(٧) في (ع، ظ): قال الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>