للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

هذه الأحاديث تدل على أن الله سبحانه يفني جميع خلقه أجمع كما تقدم (١)، ثم يقول الله (٢) ﷿: لمن الملك اليوم؟ فيجيب عن (٣) نفسه المقدسة بقوله: الله الواحد القهار، وقد (٤) قيل: إن المنادي ينادي بعد حشر الخلق على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عليها (٥) على ما يأتي (٦)، ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦] فيجيبه العباد: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾، رواه أبو وائل (٧) عن ابن مسعود (٨) ، واختاره أبو جعفر النحاس (٩) قال: والقول صحيح عن ابن مسعود، وليس هو مما يؤخذ بالقياس ولا بالتأويل.

قال المؤلف : والقول الأول أظهر؛ لأن المقصود إظهار انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعاوي المدعين وانتساب المنتسبين إذ قد ذهب كل ملك وملكه، وكل جبار ومتكبر وملكه، وانقطعت نسبهم ودعاويهم، وهذا ظاهر، وهو قول الحسن ومحمد بن كعب، وهو مقتضى قوله الحق: أنا الملك (١٠) أين ملوك الأرض (١١).

وفي حديث أبي هريرة ثم يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فإذا اجتمعوا موتًا جاء ملك الموت إلى الجبار (١٢) فيقول: قد مات أهل السماوات


(١) ص (٤٦١).
(٢) (لفظ الجلالة): ليست في (ظ).
(٣) (عن): ليست في (ع، ظ).
(٤) (قد): ليست في (ع، ظ).
(٥) في (ع): عليها أحد.
(٦) ص (٥٠٤).
(٧) شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، تقريب التهذيب ص (٤٣٩) رقم ٢٨٣٢.
(٨) أخرجه ابن المبارك في زهده من رواية أبي وائل عن ابن مسعود بمعناه ص (١١٥)، ح ٣٨٨.
(٩) معاني القرآن للنحاس ٦/ ٢١٠.
(١٠) في (ع): أنا الملك أنا الملك.
(١١) أخرجه البخاري ٤/ ١٨١٢، ح ٤٥٣٤؛ ومسلم ٤/ ٢١٤٨، ح ٢٧٨٧.
(١٢) (إلى الجبار ): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>